المدونة
مساعدة الطفل على تجاوز محنة الطلاق
نشرت في: 12 سبتمبر 2013 من قبل لا يوجد تعليقات

يكون طلاق الوالدين أمرا له – بالتأكيد- تأثير مهم على الأطفال فى الأسرة، مع الوضع فى الاعتبار أن رد فعل الطفل الأولى كثيرا ما يكون متمثلا فى الحزن والغضب والإحباط والقلق والصدمة. ويجب لفت الانتباه أيضا إلى أن الطفل قد يخرج من تجربة طلاق والديه أكثر قدرة وقوة على التعامل مع الضغوطات المختلفة وأكثر تسامحا مع الآخرين. وهناك بعض الأمور الأساسية أو الخطوات التى يمكن للأب والأم الالتزام بها لمساعدة الطفل على تخطى تلك المحنة مثل إبعاد الطفل عن أن يكون شاهدا على أى نقاشات حادة أو مناقشة الأمور القانونية، محاولة الحفاظ على الروتين اليومى للطفل، وعدم تصرف أى طرف بسلبية تجاه الطرف الآخر، وبالتأكيد الحرص على أن يظل كل من الأب والأم جزءا أساسيا من حياة الطفل.

بمجرد من أن تتأكد الأم من أن أمر الطلاق سيكون نهائيا فعليها أن تبدأ فى التحدث مع الطفل عن كيف أن والده سيترك المنزل، وسيعيش كل منهما بمفرده. وبالرغم من أنه لا توجد طريقة سهلة لإخبار الطفل بالأمر إلا أنه من الأفضل أن يكون كل من الأب والأم موجودين أثناء إخبار الطفل بموضوع الطلاق، مع الحرص على محاولة إبعاد أى مشاعر مثل الغضب والذنب عن مناقشة هذا الأمر مع الطفل. يجب على كل من الأب والأم التدرب على إخبار الطفل بالموضوع دون أى مشاعر غضب قد تظهر عليهما.

وبالرغم من أن مناقشة أمر مهم وحيوى مثل أمر الطلاق يجب أن يكون ملائما لمرحلة الطفل العمرية وشخصيته، تبقى هناك حقيقة واحدة يجب أن تصل للطفل، وهى أنه ليس له أى علاقة بما يحدث بين والديه، لأن الطفل قد يشعر فى تلك اللحظة أنه الملام على الكثير من الأمور أو أنه السبب فى طلاق والده ووالدته، ولذلك يجب على الأم أن تعمل دائما على طمأنة طفلها فيما يخص هذا الأمر. أخبرى طفلك أنه أحيانا قد تتغير طريقة الحب بينك وبين والده مما قد يستلزم انفصالكما عن بعضكما وبقاء كل طرف فى منزل مختلف ولكن سيظل الطفل مرتبطا بوالده أو والدته طوال الوقت، وبغض النظر عن أى ظروف.

أعطى طفلك كمية كافية من المعلومات ليكون جاهزا للتعامل مع التغيرات التى ستحدث فى حياته واحرصى على أن تقومى بالإجابة عن أسئلته بكل صدق. واعلمى أن طفلك لا يحتاج لأن يعرف كل تفاصيل وأسباب الطلاق خاصة لو كانت تتضمن لوما للطرف الآخر. إذا كان طفلك صغير السن فيكفى أن تقولى له إنك أنت ووالده ستعيشان فى منزلين منفصلين حتى لا تتشاجرا كثيرا، ولكنكما فى نفس تحبانه كثيرا. أما إذا كان طفلك كبيرا فى السن بعض الشيء أو فى سن المراهقة فسيمتلك العديد من الأسئلة بخصوص ما يحدث أو ما سمعكما تتحدثان عنه. قد يكون طفلك من النوع الذى لن يقوم بإصدار رد فعل فورى، فقد يتصرف طفلك كأن كل شيء على ما يرام لإسعاد والديه أو قد يحاول الطفل تجنب مشاعره حتى يبدو أنه لا يشعر بأى حزن أو غضب بسبب ما يحدث. احرصى على أن تستمعى جيدا لطفلك حتى لو كان كلامه لن يعجبك.

عليك أن تكونى على إدراك جيد بمشاعر طفلك وأن تعترفى بها ويجب أن تشجعى طفلك على إخراج كل ما عنده من كلام أو مشاعر قبل أن تبدئي فى تقديم الحلول والأفكار له. احرصى على تقديم الدعم المناسب لطفلك واحرصى على الجلوس معه للتحدث فى مختلف الأمور أو يمكنكما أن تخرجا للتمشية معا. يجب أن تحرصى كأم على الاعتناء بصحتكِ النفسية والجسمانية مع محاولة التغلب على الضغوطات المختلفة حتى تكوني قادرة على الاعتناء بطفلك. احرصى على أن يكون تعاملك مع والد الطفل بطريقة حضارية وخصوصا إذا كنتما تتحدثان أمامه.

إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة