يستطيع أهل أى طفل وخاصة أمه تعويده على الصوم فى رمضان عن طريق الانتباه جيدا لعادات الطفل الغذائية واتباع خطوات تدريجية لتعويد الطفل على الصوم وتعليمه أهمية وفوائد عبادة مثل عبادة الصوم. ويجب على كل أم أن تضع فى اعتبارها ألا تجبر الطفل على تناول كميات مبالغ فيها من الطعام خلال الفترة ما بين وجبتى الإفطار والسحور. ومنذ البداية والصغر عليكِ أن تعلمى طفلكِ الطريقة الصحيحة للصوم وخاصة مع قدوم رمضان فى فصل الصيف وسط الأجواء الحارة مع الوضع فى الاعتبار أنه فى تلك الحالة ستحتاجين للتعامل مع العديد من العوامل المتعلقة بصوم الطفل ومن ضمنها بشكل أساسى ارتفاع درجة الحرارة وهو الأمر الذى قد يؤدى لشعور الطفل بالتعب والإرهاق.

إذا كان الطفل لا يزال فى بداية مرحلة تعليمه الصوم وتعويده على هذا الأمر فإن المدة التى سيصومها فى البداية قد تختلف طبقا لحالة الطفل ونظرة الأم لكيفية التعامل مع هذا الأمر مع الوضع فى الاعتبار أن عدد ساعات الصوم هذا العام سيكون ممتدا حتى سبع عشرة ساعة. إن الطفل عندما يكون فى مرحلة نمو فإنه سيحتاج لمجموعة من الأطعمة خلال اليوم والتى تكون لازمة للعظام والعضلات مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا قد تكون شهية طفلكِ منخفضة ويتناول أنواعا محددة من الطعام مع استبعاد عناصر غذائية تكون مهمة له. إذا كان طفلكِ قد تعود على تناول العديد من الوجبات خلال اليوم فإنه قد يجد صعوبة فى الصوم ولذلك يجب عليكِ أن تعودى طفلكِ على تناول وجبات صغيرة والابتعاد عن الكميات المبالغ فيها. فى البداية إذا كان طفلكِ أقل من عشرة أعوام فيمكنه أن يصوم حتى العاشرة صباحا وبعد ذلك تدريجيا يمكن أن تزيد الفترة حتى أذان الظهر على أن تمتد الفترة بعد ذلك لأذان المغرب. وعلى الأم أن تهتم بحصول طفلها على كمية كافية من السوائل خلال ساعات تناول الطعام، ويجب أيضا أن تهتم الأم بأن يكون سحور طفلها متوازنا حتى يتمكن الطفل من الصوم فى اليوم التالى، ويمكنكِ أن تختارى لسحور طفلكِ أطعمة بطيئة الهضم بها الكثير من الألياف.

ويجب أيضا أن تقللى من كمية الأملاح والسكريات التى يستهلكها طفلكِ حتى لا يشعر الطفل بالعطش خلال ساعات الصوم أو حتى يقل شعوره بالعطش مع الوضع فى الاعتبار أنكِ يجب ألا تمنعى تلك العناصر عن الطفل فجأة، وهو الأمر الذى قد يسبب له الصداع وآلام المعدة وشعورا بعدم الراحة. لا تجبرى طفلكِ على تناول كميات مبالغ فيها من الطعام خلال وجبتى الإفطار والسحور حتى لا يصاب الطفل بسوء الهضم أو الانتفاخ. لا تقدمى لطفلكِ العديد من الأطعمة الحارة أو المقلية لأن هذا الأمر قد يزيد من الغازات عند الطفل وابتعدى أيضا عن تقديم المشروبات الغازية للطفل خلال وجبة الإفطار.

إذا كان طفلكِ يتناول دواء معينا بسبب حالة طبية معينة وتحتاج جرعات هذا الدواء من الطفل أن يتناولها على مدار اليوم فيجب أن تفكر الأم فى هذا الأمر جيدا وأن تستشير طبيب الطفل بشأن ما إذا كان يمكنه الصوم أم لا، مع الوضع فى الاعتبار أن امتصاص الجسم للأدوية قد يكون له أثر سلبى فى حالة صوم الطفل، ولذلك فإن الطبيب فى تلك الحالة قد يطلب من طفلكِ عدم الصوم.

هناك العديد من الفوائد التى تعود على الطفل بسبب الصوم مثل تعلم الصبر والتسامح وقوة العزيمة والإرادة، وبالإضافة لما سبق فإن الصوم ينظف الجسم ويطهره ويغسله عن طريق إخراج السموم من الكبد والكلى والرئتين. ويجب أن تعتنى بوجبة إفطار طفلكِ وأن توليها اهتماما خاصا مع الحرص على أن تحتوى على البروتينات والمعادن والفيتامينات.