خلال مراحل نمو طفلكِ وحتى يصبح ناضجا بشكل كافٍ، يطرح عليكِ الكثير من الأسئلة العفوية ليستوضح بعض الأمور، بعض إجاباتكِ قد تكون فقط “نعم أو لا”، والبعض الآخر يحتاج للإطالة لشرح المزيد.

لتأتي المرحلة العمرية التي عادة ما يجدها الآباء صعبة، وهي عندما يبدأ الطفل في طرح أسئلة فلسفية أو وجودية أو حتى بيولوجية، محاولا أن يفهم أمرا ما مر عليه، مثل عندما يسألكِ طفلكِ “لماذا لون السماء أزرق؟”، أو “لماذا مات جدي وأين سيذهب؟”، والسؤال الشهير في عالم الأطفال ” كيف جئت إلى الحياة؟”، والأسئلة الصعبة على نفسية الطفل والتي دائما ما تلزم طلاق الأبوين، ليبدأ في طرح الأسئلة ظنا في الغالب أنه السبب فيما آلت إليه الأمور!

كل الأسئلة السابقة، تضع الأبوين في موقف لا يحسدان عليه، البعض يقول أجوبة كوميدية في محاولة منه للهروب من الأمر، معتمدا أن طفله سيفهم ما حدث بالضبط عندما ينضج بما فيه الكفاية، والبعض يتهرب من طفله ولكن كل ما سبق على الرغم من أنها حلول مؤقتة لموقف صعب، إلا أنها لا تفي بالغرض وربما تكون دافعا لطفلكِ للبحث بنفسه عن إجابة مما يعرضه للخطر، أو يصاب بأزمة نفسية على مدار الأيام لوجود تخيلات في رأسه ولم يكشف عن حقيقة الأمر لأبويه، فيظل هائما فيما يفكر فيه وحيدا.

ومن هذا المنطلق نطرح عليكِ طرق الإجابة عن أسئلة طفلكِ المحرجة، بطريقة ذكية وفي ذات الوقت تجعلين طفلكِ يفهم حقيقة الأمر بتفكيره هو:

الأسئلة المتعلقة بالوفاة

عندما يسألكِ طفلكِ ” ما معنى أن شخصا يموت؟”، قولي له الموت هو التوقف عن التنفس وايضا النباتات تموت مثل الأشخاص،وكل شخص سوف يموت وغالبا يموت الإنسان عندما يصبح متقدما في العمر.

“متى سوف أموت؟” سؤال يأتي في ذهن الطفل عندما يعيش وقائع شخص عزيز عليه قد رحل، لا تحاولي أن تشرحي اجابات فلسفية عندما يطرح طفلكِ هذا السؤال، واكتفي فقط بطمأنته قائلة ” انا سأكون دوما بجوارك حتى أصبح عجوزة للغاية وأنت شابا أو فتاة جميلة وناضجة.

“لماذا تبكين؟” سؤال يطرح عادة في الجنازات، فقولي لطفلكِ ” لأني سأفتقد من رحل”.

وعندما يسألكِ طفلكِ بتلقائية “هل سيكون جدي معنا في عيد ميلادي؟”، فكوني صريحة معه وأجيبي ” لا لن يكون معنا في عيد ميلادك، ولن نراه مجددا ولكننا سوف نتذكره دوما في أوقاتنا السعيدة.

ربما يتبادر لذهن طفلكِ أنه سبب رئيسي في موت من رحل، ليسألكِ “هل هذا بسببي؟”، فقولي له “الكلب” عندما يموت فقد مات لأنه أصبح عجوزا، ولم يعد جسمه يعمل بشكل جيد، فهذا هو السبب ولا يموت بسببنا نحن.

كوني حاسمة وأكدي لطفلكِ أن من رحل عنكم لم يفعل أمرا سيئا ليموت، بينما قد رحل نتيجة حادثة مؤلمة لم يكن سببا في حدوثها، أما لو حضر طفل جنازة طفل في مثل عمره، فقولي له إن الطفل توقف عن النمو، وأنا ووالدك نشعر بالأسى تجاهه، ولكن الجميل في الأمر أننا مازلنا سعداء بك ونحبك كثيرا.

الأسئلة المتعلقة بالجنس

السؤال الشهير الذي عادة ما يسأله معظم الأطفال ” من أين أنا جئت أو كيف جئت للحياة؟”، وفقا للمرحلة العمرية لطفلكِ تعتمد إجابات، في المرحلة العمرية التي لا تزيد على 6 سنوات، قولي لطفلكِ إن الأب والأم عندما يحبان بعضهما يرزقان بأطفال.

عندما يتخطي الطفل حاجز الـ 6 سنوات، فعليكِ أن تكون إجابتكِ أكثر دقة، فيمكنكِ أن تقولي إن الطفل يكون في رحم الأم وأنه يظل ينمو فيه حتى يخرج للحياة.

في مرحلة المراهقة بدءا من 12 عاما، كوني أكثر صراحة واشرحي لطفلكِ تزاوج الحيوان المنوي مع البويضة، مع مراعاة قراءة كتاب علمي لكيفية سرد طبيعة العلاقة الجنسية بطريقة مهذبة.

الأسئلة المتعلقة بالطلاق

عندما يقع الطلاق بين الأبوين، يصاب الطفل بحيرة حقيقية، فأول سؤال يتبادر في ظنه ” لماذا لم يعد أبي وامي يحبان بعضهما البعض؟”، عليك طمأنة طفلكِ وأكدي له أن حبكِ له يختلف كثيرا عن حبكِ لأبيه، وأنكما لن تتوقفا عن حبكما له.

“هل ستعودان مجددا لبعضكما؟”، كثير من الأطفال عندما يمرون بمرحلة طلاق الأبوين، يأتي في مخيلتهما أنهما سيعودان مجددا، كوني صريحة مع طفلكِ وقولي له إنكِ وابيه لن تعودا مجددا للعيش معا، واجعليه يشعر أنكِ بجواره وقولي له إنكِ تعلمين أنه يتمني أن يعودا معا وأنه سيكون اكثر سعادة لو حدث ذلك، ولكن الأمر أصبح متعبا بالنسبة لكِ، والعودة مجددا للعيش معا سيجعلكما أكثر تعاسة.