|
كل مراهق متقلب المزاج وعنيد وصعب المراس، أليس كذلك؟ فكيف تعرفين إذن أن ابنك المراهق ليس متقلب المزاج بشكل زائد عن الحد، ويتجاهلك تماماً ليجعل حياتك صعبة، لكنه في الحقيقة مكتئب؟
الإصابة بالاكتئاب في مرحلة المراهقة أمر منتشر للأسف وخطير.. إليكِ بعض الإحصاءات عن مؤسسة «suicide.org» الأمريكية:
٢٠٪ من المراهقين يعانون من نوع ما من الاكتئاب قبل بلوغهم سن الرشد.
من ٥ إلى ٨٪ يعانون من اكتئاب شديد.
٣٠٪ فقط من المراهقين يحصلون على علاج من الاكتئاب.
كل ١٠٠ دقيقة هناك مراهق ينتحر في العالم.
الانتحار هو أول أسباب الوفاة للمراهقين.
لماذا يميل المراهقين إلى الاكتئاب؟ فكري معي.. كونك مراهقة اليوم في هذا العالم، ليس أمراً سهلاً بالمرة، نحن نعيش في عالم متوتر ومتغير، والمراهقون يعيشون فيه واقعين تحت سطوة هرموناتهم المتقلبة، وعقولهم التي مازالت في طور النمو، وبالتالي فهم أكثر تأثر بهذا العالم المجنون..
عوامل تؤدي إلى اكتئاب المراهقين:
• الخلافات بين الأبوين، الانفصال، والطلاق.
• موت أحد الأقارب أو الأصدقاء.
• ضعف في مهارات التعامل مع المجتمع.
• إصابة جسدية أو مرض مزمن.
• الإناث عرضى للاكتئاب مرتان ضعف الذكور.
• الجينات والعوامل الوراثية، فالاكتئاب يورث.
• عادات الأكل السيئة والغير صحية.
وبرغم من خطورة الاكتئاب، إلا أنه يمكن علاجه، لكن كيف تعرفين ما إذا كان ابنك مصاب بالاكتئاب، أو أن تصرفاته تلك هي تصرفات مراهق طبيعي؟.. علامات الاكتئاب عند المراهق تختلف عنها عند الراشدين، ففي الغالب سيعبر المراهق المكتئب عن نفسه من خلال الغضب بدلاً من الحزن، وليس بالضرورة أن يترك أصدقائه وينقطع عنهم، إذا اختلط عليكِ الأمر.. راقبي تصرفات ابنك ولاحظي ما يلي:
• يريد أن ينام طوال الوقت.
• صعوبة في النوم بالليل.
• فقدان في الشهية، أو تغير ملحوظ في الوزن سواء باكتساب المزيد أو فقدانه.
• يتكلم كثيراً عن الموت أو الانتحار.
• يقول أشياء مثل «الحياة ستكون أفضل بدوني»، أو «سيحبني الناس أكثر إذا مت».
• يرسم رسومات تعبر عن الموت، أو يكتب عنه.
• يغير أصدقائه.
• أداء سيء في التحصيل الدراسي وغير معتاد.
• التصرف بعدوانية مع الآخرين.
• تناول السجائر أو المخدرات أو الكحول.
• التصرف بشكل متهور.
• الابتعاد عن اللقاءات العائلية.
• التعرض لمشاكل اجتماعية مثل التنمر.
• عزوف عن القيام بالأنشطة التي كان يحب القيام بها سواء في البيت أو المدرسة أو الرياضات التي يمارسها.
• الشكوى الدائمة من آلام في الجسد لا يستطيع تفسيره.
إذا كان يحدث لابنك أياً من هذه الأعراض، إذن عليكِ أن تسارعي إلى علاجه من الاكتئاب، لابد أن تعرفي أيضاً أن ابنك ليس مجنون، فالاكتئاب مرض نفسي يمكن علاجه ولا علاقة له بالجنون، من المهم أيضاً أن يعرف ابنك ما يمر به ويدركه فهي الخطوة الأولى في طريق الشفاء، إليكِ ما عليكِ أن تفعليه بعد ذلك:
• أولا اصطحبي ابنك إلى طبيب باطنة لمعرفة ما إذا كان يعاني من أي مرض عضوي، لربما يكون هذا المرض مشترك مع الاكتئاب في بعض الأعراض.
• تكلمي مع ابنك بعطف وتفهم، لا تنتقديه ولا تسفهي من المشكلات، اجعليه يفتح قلبه لكِ ويحكي عن مشاعره.
• إن لم يشعر ابنك بالراحة في الكلام معكِ، ورفض أن يفتح قلبه، اطلبي من شخص آخر مقرب له ويثق فيه أن يتواصل معه.
• تحدثي مع مدرسته، تأكدي ما إذا كان حدث أي مشاكل في المدرسة تسببت له فيما يعاني منه الآن، من الأفضل أيضاً أن تخبريهم بما يمر به ابنك، وتتوصلي معاهم لطريقة لاحتواء ذلك.
• شجعيه على ممارسة الرياضة.
• شجعيه على القيام بأنشطة اجتماعية.
• شجعيه على الأكل الصحي.
• شجعيه على النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا.
• قللي من مشاهدة التلفزيون والإنترنت، وشجعيه على ممارسة هوايات مثل الكتابة والرسم والغناء، فهي كلها وسائل للتواصل تساعده على التعبير عن نفسه.
• إذا تأخرت حالة ابنك، أو أقدم على محاولة انتحار – لا قدر الله، فلابد أن تذهبي به إلى الطبيب النفسي في أسرع وقت.
• وأهم شيء هو أن تعتني بنفسك حتى تستطيعين مساعدته.