|
لاشك أن الكثير من الآباء والأمهات يحلمون بأن يكون ابنهم مهندسًا أو طبيبًا أو غيرها من المهن، وربما إمتهان نفس المهنة التي يعملونها، مما يجعلهم مهتمين بأن يكبر ابنهم ليتخرج من كلية الطب أو الهندسة أو يجبرونهم على سَلك نفس الطريق الذي سلكوه من قبل، وذلك عن طريق فرض طموحاتهم بشكل علني أو خفي عن طريق الألعاب الطفولية، مما يجعل الطفل إما حائرًا بين تنفيذ طلبات أهله، أو اتخاذ الطريق الذي يرى أنه سيستطيع تحقيق ذاته من خلاله، ومن خلال هذه الأماني التي يتمناها الأهل لأبنائهم يدفعون بالابن تجاه ما يرونه صحيحًا ومضمونًا، وبذلك لا يدعون له حرية الاختيار والتجربة، مما يسبب الأضرار النفسية للطفل وقد تكون ضمن هذه الأضرار عدم الثقة بالنفس، وفى نفس الوقت فإن ترك الطفل بدون رعاية واهتمام بالمستقبل، قد يجعله فريسة للفشل.
ولكل طفل بعض المواهب والهوايات التي يحب عملها، وعلى الأب والأم اكتشاف تلك المواهب لتكون تلك الهواية هي ما يتعلم أسرارها بالكامل عند دخوله الجامعة، وما سيعمل بها ويتميز عندما يتخرج.
دعينا نعرض بعض الأساليب التربوية المثالية التي تمكنك وزوجك من اكتشاف مواهب طفلك لتثقلوها ولتعززوا ثقة الطفل بنفسه.
دائمًا ما يقتدي الطفل بالشخص القريب منه الذي يحبه ويهاديه الألعاب، فهذا ما يجعل الطفل يقلد ما يفعله هذا الشخص، فإذا كان الأب أو الأم هو الشخص الذي يقتدي به الطفل ويحبه ويتقرب منه، اذا فهو الشخص المناسب لاكتشاف وثقل المواهب التي يمتلكها طفلك العبقري، بدايةً يجب سؤال الابن عن كيفية رؤيته لمستقبله، وأي المهن يفضل، فإذا اختار مهنة أبيه أو أمه فسيكون ذلك بناءًا على إعجابه بشخصية أحدهم، وإذا اختار مهنة أخرى فلا يجب أن يوبخ فهو أحب ذلك، ويرى أنه سيستمتع إذا عمل بهذا المجال في المستقبل وسيكون بعمله هذا سعيدًا.
الجو العائلي المترابط يساعد الطفل كثيرًا على المستوى النفسي، ويساعد على نشأة اجتماعية فالاستقرار النفسي يضع للطفل مساحة للتخيّل والإبداع ليرى نفسه كما يحب أن يكون.
إقامة علاقات اجتماعية مع أقارب الأب والأم يدرب الطفل على أن يكون اجتماعيًا لا منطويًا، وتشجيعه أيضًا على توسيع دائرة معارفة لتشمل أصدقاء المدرسة يساعده على خلق الإبداع وتنميته بداخله، وذلك طبعًا تحت تقييم الأب أو الأم لهؤلاء الأصدقاء ومدى التزامهم.
عندما لا يجد الطفل من يشجعه أو يعينه على نشاط يحبه، وينمي مهاراته، ويرشده إلى ما يفيده،فقد يؤثر عليه هذا بالسلب، لهذا فعلى الأهل التقرب من الطفل وإرشاده إلى مايجب وما لايجب ومشاركته هذا النشاط.
التسلط على كل أفعال الطفل قد يضغط عليه ويشعره بالخجل، لذلك اتركي له الحرية وابتعدي عنه قليلًا ليشعر بالاستقالالية، مع مراقبة ما يفعله بإستمرار، فالحرية تجعله يعرف بنفسه ما رفض معرفته عن طريقك وهذا لن يتم إلا عن طريق التجربة، وبالتالى سيساعده ذلك على بناء شخصية مستقلة مميزة تستطيع تحديد أهدافها ومواهبها مع الوقت.
حينما يعنّف الطفل بسبب خطأ ما ارتكبه أمام الغرباء، يجعله ذلك طفلًا معرض أكثر لتقلب المزاج والانطوائية، فيصبح دائم الضجر والاكتئاب، مما يزيد عليه العند وعدم الاستجابة للأوامر والطلبات وذلك نظرًا لتغير الهورمونات بالجسم والذي يؤدي إلى تأثر مزاجه ونفسيته وبالتالى يصبح شخصاً منكسرا، ليس له رأى، ولا يستطيع أن يبوح بما فى داخله خوفاً من العقاب، وبالتالى تموت داخله المواهب دون أن يكتشفها أحد.
يجب أن يتعلم الطفل أن يستمع وينصت للآراء المخالفة له، وأن يحترمها وأن يحترم النقد الموجه إليه، ليستفيد منه في تطوير نفسه وتفادي أخطائه.
عند إكتشاف موهبة الطفل، يجب عليكِ تعلم كيفية تنيمتها، عن طريق شراء ألعاب تنمية الذكاء، والألعاب الخاصة بالأرقام، وأيضاً تلك التى تعتمد على إبداع الطفل وإكتشافه للعديد من الحلول، مثل المكعبات المتطورة والصلصال وغيرها، كما عليكِ إلحاقه بإحدى النوادى لتمنية مهاراته، أو إحدى القاعات الثقافية والإجتماعية ذات الأنشطة المتعددة للأطفال.