|
مع قدوم شهر رمضان المبارك يحبّذ العديد من الآباء البدء بتعليم أطفالهم الصيام تدريجياً إلى وصول سنّ العاشرة فيصبحوا قادرين على صيام اليوم كاملاً، لأن الفترة التي تسبق ذلك هذا السن مهمّة جداً لبناء الجسم وبحاجة إلى جميع العناصر الغذائية وليس باستطاعة الطفل مواصلة الصيام عن الأكل والشرب لساعات طويلة، لذا تأتي تغذية الطفل في رمضان ضمن الأولويات التي تُعني كل أم بها.
ولتكون تغذية الطفل في رمضان سليمة لا تختلف عن تغذيته في الأيام العادية ولا تنقص فوائدها لا بد من كلّ أم الانتباه إلى عدّة أمور وتعليمات في تغذية الطفل خلال فترة شهر رمضان المبارك منها:
– يجب تعجيل الإفطار وذلك بتناول بعض الرطب أو التمر أو الماء أو عصير الفاكهة (المحلى بكميات قليلة من السكر وغير الحامضي) وبتمهل اقتداءً بالنبي –صلى الله عليه وسلم–، فعن أنس قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من الماء”.
– على الطفل ألّا يعجّل بشرب الماء المثلج مباشرة ساعة الإفطار؛ لأن ذلك يربك الجهاز الهضمي، ويتسبب في حدوث عسر في الهضم لديه.
– يفضل تناول السوائل الدافئة مثل الشوربة كبداية فهي تنبه المعدة وتهيئها لاستقبال الطعام.
– يجب أن يكون الإفطار متوازناً وبكميات كافية، وأن يحصل الطفل على السعرات الحرارية اللازمة له، ويُنصح باحتواء وجبة الإفطار على الحليب ومشتقاته (ويفضل اللبن الرائب غير الحامضي) والبروتينات (مثل اللحوم والدواجن) التي تساعد على بناء الأنسجة الجديدة وتعويض ما ينهدم منها، إلى جانب الخضراوات والفاكهة والنشويات (كالخبز والأرز والمكرونة) والقليل من الدهون.
– يجب تأخير وجبة السحور بقدر الإمكان اقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم– الذي قال: “لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور“، ويجب أن تكون دسمة ومشبعة، وأن تحتوي على البروتينات والسكريات والدهون مثل: البيض، والخبز، والخضراوات، والفاكهة.
– ينصح بتناول الألبان في الفطور والسحور على حد سواء لاحتوائها على نسبة عالية من البروتينات والدهون والسوائل التي تؤمن للطفل احتياجاته، كما أنها غذاء كامل وتغطي فترة كبيرة من فترات الصيام.
– يجب مراعاة أن تخلو وجبة السحور من المخللات والأطعمة المالحة لأنها تسبب العطش في اليوم التالي.
– يفضل تناول كميات قليلة ومتكررة من السوائل وبخاصة عصائر الفاكهة مع الماء لتعويض الحرمان منها طوال اليوم بعد وجبة الأفطار وخلال وجبة السحور. وإن كان لا بد من تناول حلويات رمضان مثل: (الكنافة أوالقطايف) فيفضل تناولها بعد وجبة الإفطار، وليس في السحور حتى لا تسبب العطش للطفل في اليوم التالي.
باتباع النصائح السابقة تكون الأم قد قدّمت تغذية سليمة لطفلها في رمضان تعوّضه عمّا فقده أثناء صيامه، وعليها أن تقوم خلال النهار بمراقبته فإذا شعر بإرهاق واضح أو مرض يجب الإسراع بإفطاره، وما إذا كان الطفل يعاني من مرض معين مثل؛ السكري أو أمراض الكلى يتوجب على الأم منعه من الصيام.
وفي النهاية يجدر الذكر بأن تغذية الطفل في رمضان ليست بالأمر الصعب أو المختلف عن باقي أيام السنة إلا أنها تحتاج لتنظيم أكثر لقلة عدد الوجبات وتقارب أوقاتها من بعضها البعض.