المدونة
تعلمي كيف تلعبين طفلك
نشرت في: 04 سبتمبر 2013 من قبل لا يوجد تعليقات

ويمكن تصنيف الألعاب عند الأطفال في أثناء نموهم إلى الفئات التالية:
الألعاب التلقائية
وتعد من أنماط اللعب الأولى، إذ يلعب الطفل حراً وبعيداً عن القواعد المنظمة للّعب، وفي معظم الحالات يكون هذا اللعب إفرادياً، وقد يؤدي إلى التخريب كرمي الدمى وقذف الأشياء بعيداً أو كسرها، وذلك بسبب نقص الاتزان الحسي الحركي، وفي نهاية العام الثاني يصبح هذا النوع من اللعب أقل تلبية لحاجات الطفل النمائية فيتحول إلى نمط آخر من اللعب.
الألعاب الإيهامية
يتجلى هذا النوع من الألعاب في تقليد الطفل لشخصيات الكبار، إذ يمارس طفل الثالثة من العمر في ألعابه ونشاطاته في هذه المرحلة الأداءات الواقعية التي يلاحظها في عالم الكبار ممارسة إيهامية ورمزية. ويشمل هذا النوع من اللعب، ألعاباً إيهامية فيركب على العصا ويجري وكأنه يركب على حصان حقيقي. وتعتمد هذه الألعاب على خيال الطفل الواسع ومقدرته الإبداعية، وبهذه الألعاب يبدأ الطفل في التحول بسلوكه إلى نمط آخر أكثر تحديداً للهدف، ويتخلص تدريجياً من التمركز حول الذات في محاولة للتوحد مع الجماعة ويتحسن تكيفه في المجتمع.
الألعاب التركيبية
وتظهر في سن الخامسة أو السادسة وتستمر طوال مرحلة التعليم الابتدائي، وهي تنمي الطاقات العقلية المعرفية، إذ يقوم الطفل بسلسلة من الإجراءات تنمي المهارات والمعارف التي تحسّن تكيفه مع البيئة. ومع تطور الطفل النمائي يصبح اللعب أقل إيهامية وأكثر بنائية، على اختلاف الأطفال في قدراتهم البنائية والتركيبية. وقد اهتمت الوسائل التقنية الحديثة بإنتاج كثير من الألعاب التركيبية التي تتناسب مع مختلف مراحل نمو الطفل لأهمية هذا النوع من اللعب كبناء منزل، أو مدرسة أو نموذج لسيارة معينة، وقد يندرج تحت هذه الفئة الألعاب الإلكترونية بالفيديو والحاسوب.
الألعاب الفنية
وتمتاز بالنشاط التعبيري الفني الذي ينبع من الوجدان والتذوق الجمالي كالصور التي تختلف موضوعاتها عند الأطفال تبعاً للموسيقى والرقص التي لها دور أساسي في تربية أذواق الأطفال وإحساساتهم إذا ما أُحسن اختيارها. ويندرج تحت هذا النوع الألعاب التمثيلية الفنية التي تساعد على تنمية الخيال والقدرة اللغوية والمهارات الاجتماعية كما تساعد على تحقيق الرغبات بطريقة تعويضية وعلى التخلص من الضيق وشحنات التوتر والغضب أيضاً.
الألعاب الترويحية والرياضة الجماعية
يمارس الأطفال أنواعاً من الألعاب تنتقل من جيل إلى آخر، مثل لعبة التخفي، والسَّوق، واللعب بالدَّحل، أو القفز فوق الحبل وشد الحبل واللعب بالكرة وغيرها من الألعاب التي قد تتباين باختلاف البيئة أو الثقافة. وتسهم هذه الألعاب في التنشئة الاجتماعية، إذ يتعلم الطفل بها التوافق مع الآخرين وحُسن التعاون في مختلف الأنشطة، كما تسهم في تعلم المهارات الحركية والاتزان الحركي والفاعلية الجسمية التي تعمل على تنشيط الأداء العقلي.
الألعاب الثقافية والتعليمية
قد يلهو الطفل بقراءة القصص والروايات الواقعية والخيالية وتلخيصها أو إعادة روايتها والدخول في مباريات ثقافية فردية أو جماعية، وقد أسهمت التقنيات الإلكترونية في إيجاد ألعاب ثقافية وتعليمية متنوعة.
إن هذه الأنماط المختلفة للعب الذي يمارسه الطفل في مختلف مراحل نموه مدخل أساسي لنموه الجسدي والعقلي والنفساني والاجتماعي. ويعد نمو النشاط الحركي في اللعب مقدمة ضرورية للممارسات الجسدية الواعية لدى الأطفال طوال سنوات المرحلة الابتدائية. ولا تقتصر فائدة اللعب الحركي على المكونات الجسمية من بنية الشخصية فحسب، بل تتعداها إلى الأنشطة النفسانية، كالانتباه والإدراك والتخيل والتفكير والذاكرة والضبط الذاتي. ويستفيد المربي من لعب الأطفال في تعليمهم وتقويم سلوكهم وشخصياتهم، وحدود نموهم وطرق تنظيم أنشطتهم التعليمية. وباللعب يبدأ الطفل في إشباع حاجته إلى التواصل الاجتماعي مع الأقران والكبار فيكتسب كثيراً من المعارف والمهارات، ويكون اتجاهات معينة نحو الذات والآخرين، ويدرك أن إسهامه بنشاط ما يتطلب منه معارف محددة تتصل بالعمل وأهميته وكيفية أدائه مستنداً إلى معرفته للقيام بواجبات معينة والتمتع بحقوق أخرى واتخاذ مواقف تدفعه إلى المشاركة فيه، ويتطلب كذلك ممارسة أعمال وأداءات حركية يوظف فيها مهاراته الحركية.
ومن وظائف اللعب الأساسية أيضاً مساعدة الطفل على التخلص من التوترات النفسية التي تنتابه لسبب أو لآخر، وإعادة التوازن لحياته. وقد يتعدى ذلك إلى تحقيق العملية العلاجية المهمة فيتخلص بوساطته من رغباته المكبوتة ونزعاته العدوانية ومخاوفه واتجاهاته السلبية إن وجدت.
ويعد اللعب مجالاً خصباً لحركة تفريد التعليم بمعنى أن كل طفل يتمايز عن غيره في أثناء التعليم واللعب. ويجرى تعليمه وفق حاجاته الفردية ومن خلال ممارسته لنشاطاته الخاصة في اللعب للوصول به إلى أقصى إمكاناته. ويمكن أن يسهم اللعب في إعداد الطفل لمهنة المستقبل، وفي تنمية الحس الوطني والقومي والإنساني. وتسهم التربية التعويضية للأطفال المحرومين من اللعب في الصغر في إعادة توازنهم وبتوفير الفرص المناسبة لهم للحاق بركب الأطفال غير المحرومين من حيث التفاعل والتطور السويين.
ومما لا شك فيه أن أهمية اللعب في حياة الأطفال، وقدرته على تحقيق دوره التربوي في بناء شخصية الطفل المتكاملة، وتوجيه سلوكه نحو الهدف والمثابرة، تتوقفان على وعي الكبار عامة والوالدين والمعلمين خاصة، ومدى قدرتهم على تنظيم اللعب وإتاحة فرص ممارسته بأشكاله المختلفة أمام الأطفال في مراحل نمائهم المتعاقبة. وتسهم تقانات المعلومات الحديثة في تعليم الأطفال الصغار جداً عن طريق الألعاب الإلكترونية، وبرامج اللعب والمحاكاة، وبرامج الواقع الفرضي الذي يمكّن المتعلم من المشاركة في الألعاب الأقرب إلى محاكاة الواقع.
إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة