أن تصارحي طفلك بكل شيء هذا حقه, لكن ربما يكون من المؤذي أن تطلعيه على حقائق الحياة كاملة، قول كل شيء للأطفال لا يعني بالضرورة منحهم أكبر قدر ممكن من التفسيرات. وإذا كان بعض الصمت مؤذياً، فإن فيض الكلام قد يكون مؤذياً أيضاً لأن عدم استيعاب الطفل جيداً للمعلومات التي يتلقاها قد يكون مضراً جداً له.
بذريعة جعل الطفل مثقفاً أو جعله أكثر ذكاء وأكثر قدرة على الاستيعاب، نميل إلى إعطاء الطفل ألف تعليق وتعليق. ننسى غالباً أنه قبل عمر السنوات الأربع، تكون قدرة الطفل على الاستماع قصيرة ومحدودة, لا يستطيع أبداً استيعاب أكثر من فكرة واحدة، وغير معقدة كثيراً..
خيال الطفل
لذا، حين نعطيه سيلاً من الشروح والتفاسير، لا يسمع الرسالة الأساسية وإنما يتشبث بالكلمة التي تعلق جيداً في مخيلته.
إن رغبة الكبار في شرح كل شيء للصغير من دون منحه فرصة طرح أسئلته الخاصة يعني أيضاً عدم احترام إيقاع نموه، وزيادة تعقيد المشاكل التي هو في غنى عنها.
وعلى المدى الطويل، قد يكون هذا مقلقاً ومخيفاً بالنسبة إلى الطفل، ومصدر قلق وإزعاج بالنسبة إليه، لأنه لا يفهم إلى أين يريد أن يصل الشخص الراشد معه.
لا تحاولي أيضاً «تحضير» الطفل للحد من مخاوفه أو غيرته، لأن هذا يستبق مشاعره وردات فعله. فإذا كنت تنتظرين مثلاً مولوداً جديداً، لا تستبقي أسئلته. انتظري ولادة الطفل الجديد وراقبي طريقته وأسلوبه في التعاطي مع الطفل.
التبرير الدائم ضعف
اطلبي من طفلك أن يرتدي ثيابه بنفسه أو عاقبيه على الحماقات التي ارتكبها ولكن من دون تبرير, ذلك طوال ثلاث ساعات.
قولي له لمرة واحدة فقط إنه لا يحق له فتح الثلاجة مثلاً وتناول المشروبات الغازية.
ولا حاجة إلى تذكيره بالأمر كل مرة، لأن التبرير الدائم للموقف يضعف السلطة. يستحسن أن تقولي له أشياء قليلة، وإنما بطريقة مقنعة. يحتاج الطفل لأن يشعر بأن أهله مقتنعون بشرعية طلباتهم وأوامرهم.
إذا كان طفلك يطرح الأسئلة باستمرار فلا يعني ذلك أنك مجبرة على الردّ على أسئلته طوال الوقت.
بالنسبة إلى الطفل، تعتبر هذه الطريقة في التواصل وسيلة للفت الانتباه وفرض الذات.
وإذا لم يوضع الطفل عند حده في هذا الموضوع، فلن يكتفي فقط بتجاهل ما تقولينه له، وإنما سيستمر في اعتماد هذا الموقف ليصل في النهاية إلى درجة اللامقبول.
كما أن الطفل فضولي بشأن ما لا يخصه؛ لذا يجب أن تجيدي طريقة التعاطي معه وفق عمره.
قد تميلين أحياناً إلى قول الحقيقة كلها، الأمر الذي قد يخيفه، فيما قول جزء من الحقيقة ومن ثم إضافة الحقائق تدريجياً، على مرور الأيام والأشهر، قد يكون أفضل بكثير.