|
نظرا لما يواجهه الآباء من صعوبة بالغة عند إعطاء أطفالهم جرعات الدواء، إذ غالباً ما يغلق الطفل عينيه ويطبق شفتيه على بعضهما بعضاً، كي لا يدخل الدواء إلى فمه، بل ويصل الأمر مع كثير من الأطفال إلى الصراخ المدوي، الأمر الذي يُثير بالطبع غضب الآباء ويُفقدهم أعصابهم في بعض الأحيان.
يتسنى للآباء إعطاء طفلهم الدواء وفقاً لإرشادات الطبيب، سواء كان قطرة للعيون أو للأنف أو للأذن أو كان شراب مضاد حيوي، أو حتى أقماعاً، فيُمكن حينئذٍ أن تساعدهم بعض الحيل البسيطة على القيام بذلك بنجاح، ومن أبرزها ربط موعد الدواء بالمرح وبعض الطقوس المسلية التي تشغل الطفل، وتصرف انتباهه إليها.
وإذا كان على الطفل تناول الدواء بصفة منتظمة، فينصح بضرورة ربط موعد الدواء بأحد الطقوس المسلية، كأن يقرأوا له قصة مثلاً، إذ يُسهم ذلك في إسعاد الطفل؛ ومن ثمّ يتراجع انتباهه وتركيزه عن التفكير في ما يتناوله من أدوية ويتركز على القصة.
من جانب أطباء الأطفال والمراهقين يرون أن مدى قبول الأطفال تناول الأدوية يتحدد في الأساس بناءً على السلوك، الذي يتبعه الآباء معهم عند إعطائهم إياها.
وإذا اضطر الطفل لتناول قطرة الأنف بسبب معاناته مرضاً معيّناً، ينصح بضرورة إبقاء الطفل نائماً على ظهره في هذا الوقت، و«ينبغي على الآباء إغلاق إحدى فتحتي أنف الطفل ووضع القطرة في الفتحة الأخرى». بينما يختلف الأمر عند وضع قطرة الأنف للأطفال الصغار للغاية، فتوضع القطرة على أعواد قطنية، ثم ترطيب الغشاء المخاطي المبطن للأنف بهذه الأعواد.
وبالنسبة للأقماع، تنصح بأنه من الأفضل أن يتم إدخال القمع من ناحية رأسها المدبب، محذرة من «أن يعطي الآباء طفلهم نصف قمع؛ إذ يشعر الطفل بالألم، إذا لم يكن القمع مدبب الرأس».
أما عن الجرعات، فغالباً ما يسهل تحديدها مع الأقراص الدوائية والأقماع والقطرات بأنواعها، بينما يختلف الأمر عند إعطاء أدوية الشراب، لذا يُوصى الآباء بالالتزام بتحديد جرعتها في مكان مضيء على الدوام، مع التحقق من قياس الجرعة بشكل سليم لمرات عدة.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً، يُمكن استخدام الملعقة معهم لإعطائهم أدوية الشراب، لكن إذا لم يتناولوه من الملعقة، فننصحكم بمحاولة إعطاء الطفل الجرعة مقسمة إلى نصفين على مرتين. وكإمكانية بديلة لذلك نقوم بإضافة الدواء المتبقي في الملعقة إلى أحد المشروبات التي يُفضلها الطفل، كعصائر الفواكه والشاي على بعض المكوّنات، التي قد تتفاعل مع الأدوية ويشدد على ضرورة قراءة النشرة الملحقة بعبوة الدواء قبل إعطائه للطفل مع العصائر لانه ربما تشكل هذه الفكرة خطأ علي صحة الطفل .
أما إذا بصق الأطفال العصير المضاف إليه الدواء، فننصحكم بالابتعاد تماماً عن إعطاء الطفل جرعة ثانية، أو التفكير في زيادة الجرعة للطفل في المرات المقبلة.
نظراً لقلة وزن الأطفال مقارنةً بالبالغين، ما يؤدي بالطبع إلى زيادة تأثرهم بالمادة الفعّالة الموجودة بالدواء على نحو أسرع، فيشدد الأطباء على ضرورة أن يستعلم الآباء من طبيب الأطفال عن جرعة الدواء على نحو سليم، وكذلك عن عدد المرات والمدة، التي يجب أن يتناول الطفل خلالها الدواء.