للعناية بالثدي بعد الولادة لابد أن تعلم الأم بعد الإنجاب أن الثديين يُمكن أن يبقيا ضخمين لمدة من الوقت بعد ولادة الطفل، وللمحافظة عليهما بشكلٍ مريح، عليها إرتداء صدرية ملائمة ومن نوعية جيدة ، ولابد من تنظيف الثديين والحلمتين يومياً بالكرات القطنية مع دهون التنظيف المستخدم للأطفال أو مع الماء، مع تجنب إستخدام الصابون، حيث أن الصابون يزيل الزيوت الطبيعية التي تحمي الجلد من التجفف والتشقق، وبذلك فإن الصابون يُفاقم من عملية تشقق الحلمتين أو ألمهما، وفيما يلي نُقدِّم لكِ أهم الأمور التي عليكِ معرفتها للعناية بالثدي بعد الولادة ..
إمتلاء الثديين باللبن:
بعد ولادتكِ للطفل، وفي غضون الأيام القليلة الأولى، يصبح ثدييك محتويين لمادة اللبأ، وخلال بضعة أيام، يمتلئ الثديان بالحليب (حليبك يدخل فيهما)، وربما يصبح ثدييك أضخم وأثقل مما قبل، ومتوهجين ومنتفخين ومؤلمين، وسيحدث ذلك معك سواء أرضعتِ طفلكِ من الثدي أم لم ترضعيهِ على حد سواء ، فإذا لم تكوني ترضعين طفلك، فربما يكون ثدياك محتقنين وقاسيين حتى أنها يصلان إلى حد عدم إنتاج الحليب فيما بعد، ولكن حتى لو كنتِ من اللواتي يرضعن من صدورهن، فربما يفيض ثدياكِ بالحليب في بعض الأوقات ويصبحان محتقنين، ويستمر هذا الإحتقان عادةً أقل من ثلاثة أيام، لكنه يمكن أن يسبب إنزعاجاً بالنسبة لكِ، ولتخفيف إحتقان الثديين إليكِ بعض النصائح:
– أعصري قليلاً من الحليب، سواء بيديك أو بإرضاع طفلك.
– طبّقي عليهما كمادات دافئة أو بادرة، أو ضعي قطعاً من الجليد، أو جربي حماماً أو دشّاً دافئاً.
– إذا لم تقومي بإرضاع طفلكِ، تجنبي ضخ أو تدليك الثديين، لأن هذا يحرض من إنتاج الحليب.
تسرب الحليب:
إذا كنتِ ترضعين من ثدييك ، فلا تندهشي إن تسرب الحليب منكِ أثناء الرضعات وفي الفترات الفاصلة بين تلك الرضعات، فربما يتقاطر الحليب من ثدييكِ في أي وقتٍ وفي أي مكان ومن دون سابق إنذار، وبإستطاعة العديد من النساء الحديثات العهد بالأمومة أن يشهدن على أنه بالفعل يمكن أن تجدي بنفسك ذلك، أي أن الحليب يتسرب منكِ عندما تفكرين أن تتحدثين عن طفلك، أو عندما تسمعين بكاءه أو حتى عندما تذهبين إلى نزهة طويلة في الفترة الفاصلة بين الرضعات، وربما يسترب الحليب من أحد الثديين بينما أنت ترضعين من الثدي الآخر، ويُعد التسرب أمراً طبيعياً وشائعاً، لا سيما في الأسابيع الباكرة، وكذلك فإن عدم التسرب أمر طبيعي، وللتعامل مع الأثداء التي يسترب منها الحليب نُقدِّم لكِ النصائح التالية:
– ضعي لثدييكِ وسائد الإرضاع، وتجنبي الوسائد المبطنة أو المحشوة بالبلاستيك، لأنها قد تتسبب في تهيج الحلمتين، وغيري الوسائد بعد كل رضعة وكلما أصبحت مبللة.
– ضعي شرشفاً كبير تحتكِ خلال الليل.
– لا تضخي الثديين لتمنعي تشربهما، فربما يحثّ هذا الفعل على إنتاج المزيد من الحليب.
التهاب الحلمة أو تشقق حلمة الثدي:
عندما تبدئين بالإرضاع من الثدي، فربما يبدو ملمس حلمتيك مؤلماً وممضّاً، وتعد هذه مشكلة شائعة في الأسابيع المبكرة، كما يُمكن أن تحدث حتى وإن وضعتِ طفلكِ بشكلٍ صحيح وقمتِ بعمل كل شيء على النحو الصحيح، وتنبهر بعض النساء من كيفية المص القوي الذي يقوم به أطفالهن، وكيف أنه يسبب لهن الإزعاج، ويستغرق هذا المص زمناً لكي يتسبب في جرح الحلمة، ولكن عادةً ما يختفي هذا الأ بعد بضعة أيام، ويمكن لإلتهاب الحلمة التي تصير متشققة فيما بعد أن يكون مؤلماً جداً، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث عدوى بكتيرية في الثدي كله، وللعلاج والوقاية من التهاب أو تشقق الحلمتين إليكِ بعض التعليمات:
– تأكدي من أن طفلك يمسك بثدييك بشكل صحيح، وأبعديه عن ثدييك بحرص كي لا يؤذي الحلمتين، ولكي تساعدي طفلك على التقام الحلمة بشكلٍ كامل داخل فمه، زلّقي يدك بين ثدييك والأضلاع، ثم إضغطي على ثديكِ بلطفٍ بإتجاه الأعلى.
– أتركي الحلمتين تتعرضان للهواء ولضوء الشمس، وأتركيهما تجفّان بالهواء في الفترة بين الرضعات، وأخرجي في بعض الأحيان من دون أن تضعي غطاء علوياً عليهما.
– تجنبي وسائد الإرضاع المبطنة بالبلاستيك والملابس المصنوعة من الأقمشة الإصطناعية، وبإمكانكِ إذا أردتِ أن تضعي قطرة من دهون التنظيف المستخدم للأطفال على كل وسادة.
– حاولي إستعمال درع الثدي، بحيث يركّب هذا الدرع على الحلمة، ويمص الطفل من خلال هذا الدرع.
– عندما تصير الحلمة متشققة، فربما تحتاجين إلى أن تبعدي طفلكِ عن ذلك الثدي لبضعة أيام، وقومي بعصر الحليب لمنع حدوث الإحتقان.
الفحص الذاتي للثدي:
يُمكن أن يكون الفحص الذاتي للثدي الذي يجرى كل شهر أمراً أكثر صعوبة خلال الحمل والإرضاع، ولكنه ليس أقل أهمية، وإن الأساس في ذلك أن تجدي وقتاً ملائماً وأن تنشئي طريقة محددة لهذا الفحص، وإذا كنتِ ترضعين طفلك من ثدييك فإنه من الأفضل أن تجري الفحص الذاتي لثدييك بشكل صحيح بعد أن تكوني قد أرضعتي طفلك على التو، حيث يكون ثدياك فارغين من الحليب، ويمكن للعيوب المرضية أن تصبح أكثر وضوحاً فيهما.
إنسداد قنوات الحليب:
يمكن أن تنسد قناة الحليب في الأسابيع المبكرة للإرضاع، ويحدث ذلك نتيجة لإمتلاء الثدي بالحليب أو بسبب إستعمال صدرية الثدي الضيقة جداً أو أنه يحدث بسبب إنسداد فتحة حلمة الثدي، فإن حدث عندك إنسداد سيصبح ملمس الثدي مؤلماً ومتكتلاً وربما يكون الجلد محمرّاً، ولتفتحي القناة المسدودة عليكِ أن تبدئي بالإرضاع من الثدي المصاب مع تدليكهِ بلطفٍ أثناء الرضاعة.
وعليكِ أن تتصلي بمقدم الرعاية الصحية إذا حدث لديك ألم وشعرت بالمرض، أو إذا أصبتِ بالحمى لأن ذلك قد يدل على حدوث التهاب الثدي.
وبهذا يكون لديكِ كل المفاتيح الصحيحة للعناية بالثدي بعد الولادة ..