تعاني بلادنا العربية من مشكلات سياسية عاصفة وهي بالتأكيد تؤثر على حياتنا اليومية تأثيرًا قويًا في الرأي والنقاشات والقلق والاقتصاد وغيرها.
نناقش هنا مدى تأثير هذه الأوضاع عليك وعلى أسرتك وبالتالي على أطفالك وكيف يمكنك التعامل مع مثل تلك الظروف.
صحتك النفسية
كل ما يحدث حولنا يدفع بالمرء لشفا الجنون أيًا كانت معتقداتك ومفاهيمك السياسية لذا عليك أن تتعلمي بعض الهدوء وأن تتيقني أن ما يحدث أكبر منا جميعًا وأننا لا نرى الصورة كاملة أبدًا مهما حاولنا.
إن كنت ممن يتمتعون بالحس التحليلي والهدوء فعليك ألا تسمعي أبدًا من طرف واحد وأن تكوني رأيك بعيدًا عن حالات الاستقطاب الإعلامية المميتة.
لا تصنفي ولا تعممي أبدًا أبدًا وتعلمي أن تتعاملي مع نفسك بإنسانية وأن تعلي من ضميرك الإنساني لأن ذلك هو ما سيبقى معك وهو ما يرزقك الصفاء والسكينة.
علاقتك بزوجك وأسرتك وأهلك
إن كنت وزوجك تفكران بالطريقة نفسها وتنبع أفكاركما من منطلق سياسي واحد، فهذا أمر جيد لأنه سيوفر عليك مزيدًا من النقاشات اليومية التي بالفعل لا طائل كبير من ورائها.
لكن إن كانت أفكاركما لا تنطلق من منبع واحد، فأنصحك بالفعل عن الابتعاد عن النقاشات السياسية خاصة تلك المطولة التي تستهدف إلى إقناع الطرف الآخر. اعتمدا دومًا على الأخبار ذات المصدر الموثوق وهي للأسف قليلة لذلك فإن نقل الأخبار دون التيقن منها أشد أنواع الكذب بشاعة ولا أنصحك بفعلها أبدًا.
أسرتك وأهلك وأهل زوجك وأقاربك وأصدقائك هم أحبابك الذين يفترض أن تعملي على إبقاء العلاقة بهم علاقة طيبة فلا داعٍ أبدًا لأن تؤثر منطلقاتنا الفكرية على علاقتنا الإنسانية.
تذكري مزاياهم وخدماتهم ومرات الود والمحبة بينكم على الدوام. في المآدب العائلية ضعوا شرطًا مهمًا يمنع النقاشات السياسية. نحن من أبناء شعوب البحر المتوسط وهي شعوب تعاني من الانفعال السريع وهو شيء قد يوقع المرء في الخطأ.
السياسة تتغير باستمرار ومن في المعسكر أ قد يكون غدًا في المعسكر ب وقد تتكشف لنا غدًا حقائق تغير قناعاتنا لذلك من هذا المنطلق ومن منطلق أساسي آخر هو أننا لا نرى أبدًا الصورة كاملة يعني أنه لا يجب أن نخسر أنفسنا وعلاقاتنا الإنسانية في معركة لن يفوز فيها أحد.
أطفالك
نريد أن ننشئ جيلًا أفضل منا يحترم الآخر ويدرك معنى الحوار والتعايش. تلك الميزات لن تأتي من لا شيء وإنما وفق تربية بالكلام وبالسلوك منك ومن زوجك. لاحظي أن كل ما حولنا الآن شديد التخبط وأحيانًا شديد القبح والعنصرية والانفعال لكننا نستطيع تغيير كل ذلك في أنفسنا بإدراك أخطائنا والامتناع عنها حتى مع من يخطأ في حقنا ومع معارضينا.
الأهم هو تغيير مجتمعنا بجيل أجمل وأكثر تحررًا وتحضرًا منا ويأتي هذا بما يراه منا من سلوك وخطاب. علميه عدم التصنيف ولا التعميم. علميه التأكد من مصادر معلوماته. علميه أدب الحوار. علميه أننا لا يمكن أن نعرف الصورة الكاملة أبدًا وبالتالي لن نستطيع الحكم بالضبط على المخطئ أو غيره.
ناقشي أطفالك ولو سقطت في أي خطأ أو انفعال اعترفي بذلك واعتذري عنه. كل تلك السلوكيات قد تنشئ جيلًا أجمل.
تمنياتي الحارة بوحدة تجمع بيننا وبخير ينزله الله علينا وعلى كل البلاد العربية والإسلامية لنظل دومًا يدًا واحدة.