|
صحة وغذاء / تستخدم مادة "ثنائي الفينول أ "الكيميائية في تصنيع الورق المستخدم في ماكينات الصرف الآلي للبنوك أو في ورق الفواتير المستخرج من ماكينات الحساب في المتاجر والسوبر ماركت ، وهذا يعني أننا ببساطة نتعامل يومياً مع كم كبيرمن تلك الأوراق السامة دون أن ندرك الخطورة الصحية التي يمكن أن نتعرض لها من الإستمرار فى ملامسة تلك الأوراق .
لا يتوقف الأمر فقط على الأوراق الحرارية بل تدخل مادة ثنائي الفينول أ التي أثبتت الأبحاث أنها ضارة بصحة الإنسان في تصنيع مادة البلاستيك التي لها إستخدامات عديدة في حياتنا اليومية مثل أدوات المائدة التى تتكون من أطباق وملاعق وأكواب وغيرها ، بل كذلك تدخل في تصنيع الطلاء الداخلي للمعلبات الحافظة للأطعمة والألبان ووفق مكتب البيئة الألماني فإن التحاليل أثبتت وجودها كذلك في الغبار الموجود في المنازل بالنظر الي هذا الكم الكبير من الإستخدام المنزلي لكثير من الأدوات التي تدخل تلك المادة في تركيبها .إذن يمكن إشتنشاقها من ذلك الغبار أو إمتصاصها عن طريق إنتقالها من طلاء العلب الداخلي إلى الأطعمة أو العصائر، كما أنها توجد كذلك في أفواه الأشخاص الذين أُدخل الحشو في أسنانهم حديثا. وقد أظهرت دراسة أجريت في عام 2004 في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية أن 95% من الأميركيين يحتوي بولهم على هذه المادة.
إن جهاز حماية المستهلك في المانيا يشدد على عدم تجاوز النسبة المسموح بها والتي يجب ألا تتعدي 0.05 ميلجرام في الكيلو جرام الواحد ، مثلاً في شخص يزن 60 جرام يجب الا تتعدي النسبة 3 ميلجرام. في سياق متصل أثبتت الأبحاث المعملية أن مادة الفينول أ الموجودة في الأوراق الحرارية هي سهلة الإمتصاص في الجسم البشري ذلك أنها ليست متماسكة كما هو الحال في المواد البلاستيكية ، وفي هذا الصدد يؤكد معهد برلين لمراجعة الصناعات أن تلك المادة موجودة كذلك في زجاجات المياه المعدنية وفي العلب البلاستيكية الصغيرة التي تستخدم لحفظ الأطعمة في الثلاجات ، وبذلك يسهل إنتقال الفينول أ الى الأجسام البشرية من ذلك البلاستيك في حالة تسخينه سواء في الميكروويف أو في غيره.
نتيجة ذلك قررت ألمانيا في يونيو من هذا العام 2011 منع بيع الزجاجات البلاستيكية التي تستخدم في الرضاعة الصناعية للأطفال ، ويقول هولجر ايشلي من مركز حماية المستهلك إن هذا الحظر هو احترازي وليس نهائي لآن هناك الكثير من الأسئلة التي مازالت مطروحة عن مخاطر الفينول والتي لم يتم الإجابة عليها بشكل مفصل حيث انه لازال هناك المزيد من الأبحاث التي تجري في هذا الشأن. باحثون آخرون مثل "أنا سوتو" التي تعمل في معهد توفتس الطبي الجامعي في بوسطن ترى أنه لا يمكن الانتظار طويلا للتأكد من أن ثنائي الفينول أ تضر بالبشر أم لا. وأكدت أن الزجاجات والأكواب البلاستيكية التي تتعرض بشكل متكرر للماء الحار في غسالة الصحون أو المايكروويف يمكن أن ترشح مادة ثنائي الفينول أ.
جدير بالذكر أنه إثر هذا القرار الألماني فإن دولاً أخرى ثارت على نفس هذا النهج مثل الدنمارك وفرنسا وكندا والكثير من الولايات المتحدة الأميركية.
لكن ما هي التأثيرات الصحية الدقيقة التي يسببها ثنائي الفينول أ للجسم البشري ؟ ،إن تركيب هذه المادة يحاكي الأستروجين، وهو هرمون يفرَز عن طريق الغدد الصماء، ويقوم بخدمة نقل الرسائل في الجسم. ووفق الدكتور فريدريك فوم سال الباحث في بيولوجيا النمو بجامعة ميسوري- فإن هذه الهرمونات تتحكم بنمو الدماغ والجهاز التناسلي وكثير من الأجهزة الأخرى في الجنين أو تعوقها، لذلك فإن وجودها في الأجسام البشرية يضر بالدماغ والأجهزة التناسلية.
ليس هناك وسيلة محددة لتجنب أخطار ثنائي الفينول أ إلا بالبعد عن تلك المادة غير أن هناك عدة طرق محتملة يمكن من خلالها الحد من تأثيراتها مثل غسل الأوعية البلاستيكية المصنوعة من البولي كربونات يدويا بالصابون ، وليس في غسالة الصحون، لتجنب انحلال البلاستيك وازدياد ارتشاح «ثنائي الفينول أ». يجب اختيار الحليب المعبأ في علب كرتون مقوى مبطنة بطبقات مأمونة من الألمنيوم أو البولي إيثلين. تناول الأطعمة الطازجة باستمرار وعدم إستخدام الأطعمة المعلبة إلا في حالات الضرورة فقط. كذلك يجب حفظ الفواكه والخضراوات في أوعية زجاجية بدل البلاستيكية.