|
صحة وغذاء / من ثمار العلم المدهشة اختراع طبق «ناطق» من شأنه مساعدة البدناء على تقليل أوزانهم عبر نصحهم بالتمهل في الأكل وأن ما تناولوه منه يكفيهم.
اليك طبق الـ«ماندوميتر» الذي يحسب وزن الأكل الذي يُلتقط منه وسرعة وتيرته. فإذا وجد، مثلا، أن هذه الوتيرة أسرع من المعدل العادي، نبّهك بالقول: «تمهّل قليلا في الأكل رجاء»! وبلغ من فعالية هذا الطبق، وهو انتاج سويدي تكلفة الواحد منه حاليا 2400 دولار، أن مؤسسة «خدمات الصحة القومية» البريطانية NHS «إن إتش إس»، التي توفر العلاج المجاني للمواطنين)، اشترت دفعة منه في مشروع طليعي يهدف إلى مساعدة الآلاف الذين يعانون السمنة المفرطة على تقليل أوزانهم.
الطبق نفسه عادي، لكنّه يأتي مزوّدا بقطعتين: الأولى ميزان يوضع تحته، والثانية كمبيوتر لوحي صغير يقدّم رسماً غرافيكياً لحجم الأكل الذي تناقص من الطبق شيئا فشيئا. وتحمل شاشة اللوحة أيضا خطين، أحدهما أحمر يوضح «خطورة» السرعة التي يتناول بها الشخص لقماته، والثاني أزرق يوضح أن هذه السرعة طبيعية ومقبولة.
فإذا راح الشخص يزيد من طعامه بدأ الخط الأحمر يبتعد بزاوية عن الأزرق ما يعني أن سرعة الأكل ليست صحيّة.. وكل هذا من الناحية المرئية فقط. فإذا لم يمتثل الشخص لهذا التنبيه (لمختلف الأسباب ومنها ضعف النظر مثلا)، انطلق صوت بشري ينصحه بالإبطاء قليلا. وهذا أيضا بالإضافة الى أن الشاشة ترسل ومضات من رسائل تسأل الشخص: «ألم تكتف بعد»؟
والواقع أن مؤسسة «خدمات الصحة القومية» تلقفت هذا الاختراع «السحري» رغم تكاليفه العالية نسبيا لأن البلاد تتعامل مع مشكلة الإفراط في البدانة، التي صارت سمة المجتمعات الميسورة الحال، باعتبارها من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العامة. فمع أن البدانة بحد ذاتها ليست مرضا، هناك الأمراض العديدة الناتجة منها مثل متاعب القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم على سبيل المثال وليس الحصر. ولهذا تصبح معالجة الأصل أفضل كثيرا – من الناحية المالية وحدها – من محاولة علاج الأمراض المتصلة به.
وتوضح الإحصاءات في بريطانيا أن واحدا من كل سبعة أطفال وواحدا من كل أربعة بالغين يعاني السمنة الزائدة. وكان في طليعة المستفيدين من هذا المشروع، وفقا للصحافة البريطانية، 600 أسرة يعاني أحد أفرادها على الأقل من البدانة المفرطة. ونُقل عن البروفيسير جوليان هاملتون – شيلد، الذي يترأس الفريق المعني بتجربة طبق الماندوميتر، قوله إن 12 شهرا من المراقبة أظهرت أن الذين خضعوا لها قللوا حجم استهلاكهم الغذائي بما بين 12 و15 في المائة، وفقدوا نسبا مقاربة من أوزانهم.
أما المفرح بالنسبة إلى البروفيسير فهو أن الذين خضعوا للتجارب استمروا على منوالهم الذي تعودوا عليه خلال ستة أشهر بعد انتهاء مدة التجربة نفسها. بل إن بعضهم اتخذ نهاية طريق التجربة بداية طريق جديد نحو خفض أكبر في حجم ما يتناولونه من طعام.