المدونة
قريبا: مواليد بثلاثة آباء بيولوجيين وبدون أمراض وراثية
نشرت في: 30 يوليو 2013 من قبل لا يوجد تعليقات

صحة وغذاء /
يصيب واحد أو أكثر من الأمراض الوراثية الخطيرة المستعصية طفلا من كل 5 آلاف حول العالم. ولذا فقد انشغل علماء بمحاولة التوصل الى ما يمنع توريثها في المقام الأول، وتوصلوا الى بغيتهم… في أب وأُميْن.

وأعلن العلماء البريطانيون أن أبحاثهم في تكنولوجيا التلقيح الاصطناعي تتجه الى إمكان ولادة أطفال يحملون الخصائص الوراثية من رجل وامرأتين بما يعني أن الوليد سيكون ذا ثلاثة آباء بيولوجيين. وأهمية هذا التطور هي أن الأسلوب الجديد لن يضمن ولادة أطفال خالين من الأمراض الوراثية المستعصية وحسب، بل أن أبناءهم أيضا سيولدون معافين منها أيضا. واتخذ هذا الأمر منعطفا إيجابيا له أمسية الخميس عندما أعلنت الحكومة البريطانية موافقتها على مشاورات وسط الجمهور سعيا لموافقته على تغيير القوانين التي تكبح تطوير هذا النوع من التكنولوجيا.

ويتلخص الأسلوب الجديد في أخذ عينة من الحمض النووي DNA لبويضة سليمة من «الأم الأساسية»، ونقل هذا الحمض الى بويضة تتبرع بها امرأة أخرى (تصبح بالتالي الأم الثانية). ثم تزرع هذه البويضة في رحم الأم الأساسية لتلافي أي عيوب في «بطاريات الميتوكوندريا» التي توفر القوة المحركة للخلايا. ومع أن الجنين يصبح نظريا حاملا لمورّثات من ثلاثة «آباء»، فإن العلماء يقولون إنه لن يرث خصائص «الأم المتبرعة» لأن الحمض النووي الأساسي يعود للأم الأولى وإن كانت البويضة نفسها تتبع لهذه الأخيرة.

ومن الناحية العلمية فإن الأسلوب الجديد يعتمد رئيسيا على «بطاريات الميتوكوندريا» هذه. وهذه أشبه بمولدات كهربائية في شكل المقانق تسبح داخل الخلايا وتقوم بتحويل الغذاء الى الطاقة اللازمة للجسد. ويحوي كل منها قدرا ضئيلا من الحمض النووي (37 من إجمالي 23 ألفا من المورّثات البشرية) تهبها الأم لجنينها.

لكن التغيّرات البيولوجية التي يمكن أن تحدث في حمض الميتوكوندريا النووي هذا قد تتسبب في نحو 50 من الأمراض الوراثية الخطيرة التي تظل بدن علاج حتى الآن. وهذه حالة تحدث لواحد من كل 5 آلاف طفل في المتوسط حول العالم. وتشمل هذه الأمراض العمى والطرش ومشاكل القلب والكليتين والخرف المبكر وضمور العضلات على سبيل الثمال وليس الحصر، ويمكن أن يؤدي عدد منها الى الوفاة حتى قبل وصول الطفل الى سن البلوغ.

فإذا صار بالمستطاع استبعاد الميتوكوندريا المعطوبة لدى الأم «الأساسية» من عملية التخصيب، صار ممكنا – نظريا على الأقل – منعها من وهبها أياً من تلك الأمراض لجنينها. ونقلت الصحافة عن البروفيسير مبتدع الأسلوب الجديد، دوغ تيرنبول من جامعة نيوكاسيل الانكليزية، قوله إنه يتوقع بدء تطبيقه في غضون سنتين الى ثلاث على الأكثر. وأضاف أن ولادة أطفال خالين من الأمراض الوراثية يعني تلقائيا أن أبناءهم هم أنفسهم سيولدون بدونها.

على أن هذا التطور – رغم ما يبشّر به من آفاق جديدة زاهية للبشرية – ووجه فورا بعاصفة من الانتقادات… على أسس أخلاقية. فقال المعترضون إن العلم يتجه الآن الى خلق مواليد «هجين» ويمكن بالتالي أن ينطوي على مخاطر مجهولة المعالم الآن بالنسبة للأجيال المقبلة. ومع أن وزير العلوم البريطاني، ديفيد ويليتس، وصف الأبحاث الجديدة بأنها «ذات قيمة عالية ويكمن أن تنقذ عددا هائلا من الأرواح»، فقد شدد على أهمية الضوابط القانونية التي تضمن عدم الانفلات والنظر بتمعّن في نوع المخاطر التي يمكن أن تحملها معها.

إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة