|
صحة وغذاء /
ماذا لو باتت كل أنواع البكتيريا محاربة للمضادات الحيوية التي هي علاج لجل الأمراض التي يعاني منها الانسان، مما لا شك سيواجه العالم أزمة صحية حقيقية.
حذرت مارغريت تشان، مدير عام منظمة الصحة العالمية من أن العالم مُقبِل على أزمة في مجال المضادات الحيوية، بعدما أكدت أن البكتيريا بدأت تتحول لمقاومة المضادات الحيوية الشائعة بصورة تامة، وهو ما قد يقضي على الطب الحديث كما نعرفه.
وأضافت أن ذلك الخطر يهدد بافتقاد أي مضاد حيوي تم تطويره لفعاليته، وهو الأمر الذي من شأنه تحويل العمليات التي كانت تتم في السابق بصورة روتينية إلى عمليات مستحيلة. وسوف يشتمل ذلك على العديد من العقاقير التي تم تطويرها لمعالجة السل والملاريا والالتهابات البكتيرية والإيدز وكذلك علاجات الجروح البسيطة.
وفي الكلمة التي ألقتها خلال حضورها مؤتمر لخبراء الأمراض المعدية في كوبنهاغن، قالت دكتور تشان إن العالم مهدد بالدخول في "حقبة ما بعد المضادات الحيوية". وتابعت :" ويمكن أن تكون الأدوية البديلة أكثر كلفة، في الوقت الذي قد تقتضي فيه الحاجة الاستمرار في العلاج لفترات طويلة من أجل الحصول على نفس النتيجة".
وواصلت تشان حديثها في السياق ذاته، وفقاً لما أوردته عنها صحيفة التلغراف البريطانية، بقولها :" قد نصبح مهددين مرة أخرى بأمور شائعة من بينها بكتيريا الحلق والخدوش التي يتعرض لها الأطفال في منطقة الركبة. وبالنسبة للمرضى المصابين بجراثيم مقاومة للعقاقير، فقد اتضح أن معدل الوفيات يزيد لديهم بحوالي 50 %. ودخولنا حقبة ما بعد المضادات الحيوية يعني في الواقع نهاية الطب الحديث".
وأشارت التلغراف إلى أن هذا التحذير الصارخ جاء بعد وقت قصير من إصدار منظمة الصحة العالمية كتاب جديد يحذر من "الأزمة العالمية" تحت عنوان "التهديد المتطور للمقاومة المضادة للميكروبات". وتناشد الآن منظمة الصحة العالمية الحكومات في كافة أنحاء العالم بأن تدعم البحوث الخاصة بالمقاومة المضادة للميكروبات.