|
صحة وغذاء /
يعاني ربع الناس البالغين من الإمساك ، غير أن النساء يتعرضن للامساك أكثر من الرجال بمقدار ثلاث مرات ، أما الناس الذين تزيد أعمارهم عن الخمسة وستين عاما فان 40% منهم يعانون من هذه الظاهرة التي يمكن أن يؤشر حدوثها بشكل مزمن إلى إصابة الأمعاء الغليظة بالسرطان .
وقد حذرت طبيبة الداخلية التشيكية يانا فويتيشكوفا من أن التعرض بشكل مزمن للامساك يمكن أن يؤشر إلى الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة ، منبهة إلى أن حدوث إشكالات في هذا المجال تدوم أكثر من ربع عام يعتبر مبررا قويا لمراجعة الطبيب لإجراء الفحوص الضرورية لاسيما إذا ما ترافق ذلك بوجود دم في البراز .
وأكدت أن مختلف الدراسات قد أظهرت أن التشيك يحتلون المرتبة الأولى في العالم مقارنة بعدد السكان بالإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة ورغم ذلك فان الناس الذين يصابون بالإمساك يؤخرون مراجعة الأطباء لأنهم يستحون من ذلك . وشددت على ضرورة مراجعة أقارب الناس الذين أصيبوا بسرطان الأمعاء الغليظة للأطباء لإجراء الفحوص اللازمة في حال تعرضهم للامساك المزمن لان من شان ذلك الكشف في وقت مبكر عن وجود الإصابات السرطانية لديهم أو التأكد من خلوهم منها.
ورأت أن هؤلاء الأقارب عليهم بمراجعة الأطباء في حال ظهور إشكالات في الهضم في عمر متأخر أيضا أو في حال انخفاض أوزانهم من دون مبرر أو في حال ظهور آلام لديهم في منطقة البطن . وأكدت أن حدوث الإمساك بالترافق مع الشعور بآلام قاسية والتقيؤ هو دائما سبب لبدء العلاج فورا .
وأوضحت بان الشخص يعاني من الإمساك من وجهة النظر الطبية عندما يتوجه إلى المرحاض أسبوعيا اقل من ثلاث مرات أما سبب الإمساك الآني فيكون عادة ناجما عن قلة السوائل أو الإصابة بارتفاع في درجة الحرارة أو أثناء تغير النظام الحياتي اليومي مثل بدايات التمتع بالإجازة والسفر إلى منطقة أخرى .
ونبهت إلى أن مختلف الأبحاث العلمية قد أظهرت بوضوح بان الإمساك المزمن يمكن أن يؤشر ليس فقط للإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة وإنما أيضا قد يكون ناجما عن الإصابة بمرض السكري أو مرض الغدة الدرقية أو الإصابة بمرض بار كينسون أو بمرض التصلب التعددي .
ويمكن للامساك أن ينجم أيضا عن استخدام بعض الأدوية كأدوية الضغط أو الأدوية المضادة للكآبة أو بعض أنواع المخدرات التي تعطى للحد من الشعور بالآلام الحادة أو نتيجة لاستخدام بعض المستحضرات التي تباع بشكل حر وتتضمن الحديد والكلس .
ويتعرض الأطفال أيضا للامساك أما ما يزيد الوضع سوءا في هذا المجال فهو قلة الحركة والحد من تناول الطعام أثناء إتباع الحميات المختلفة كما ينجم الإمساك عن الشعور بالتوتر النفسي . ويمكن أن يكون الإمساك مرضا بحد ذاته حين يتم لجم أو خمود ما يسمى" برد الفعل التغريقي " أما سبب ذلك فيكون ناجما عن محاولات الشخص وبشكل متكرر وعنوة منع تحقيق خروج البراز لأن ليس لديه الوقت الكافي للتوجه إلى المرحاض .
وتؤكد فويتيشكوفا أنه في حال تأكيد الاختبارات بعدم وجود إصابات سرطانية في الأمعاء فان العلاج عادة للتخلص من الإمساك يكون بتصحيح قائمة الطعام التي يتناولها الإنسان وأيضا تصحيح وتعديل النظام الحياتي اليومي . وتضيف أما في حال ظهور أول علائم الإمساك فيمكن اختيار بعض الأدوية التي تباع بشكل حر والتي من شأنها جعل البراز أكثر طراوة فيما يتم أحيانا استخدام الحقنة الشرجية غير أن هذه الحقنة ليست مناسبة للأطفال أما في حال كان سبب الإمساك نفسي الطابع فيمكن لطبيب النفسية أن يساعد في هذا المجال .