|
صحة وغذاء /
حذرت هيئة صحة أبوظبي – الجهة التنظيمية والرقابية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي – الجمهور من استخدام مستحضرات تبييض البشرة التي تحتوي على مادة الزئبق التي قد تؤدي إلى التسمم تدريجيا.
وقال الدكتور محمد أبو الخير رئيس قسم تنظيم الصيدلة والمنتجات الطبية في هيئة الصحة أبوظبي ان الكثير من الناس يسعون إلى مستحضرات تبييض البشرة و أحيانا يستخدمونها لإزالة البقع أو الكلف وخاصة النساء ..لافتا الى انتشار هذه المستحضرات بكثرة في الأسواق المحلية وأن العديد منها يأتي من الصين وتايلاند وغالبيتها لم يكتب عليها محتوياتها وإن كتب فيكون مكتوبا بلغة غير مفهومة.
وأضاف أن خلال الأعوام الماضية تم تحليل العديد من مستحضرات التبييض من قبل جهات عدة وقد صدر في العديد منها تحذيرات عالمية وذلك بعد أن وجد أنها تحتوي على مادة الزئبق بنسبة أعلى من المسموح بها عالميا " 1 جزء من مليون جزء " . يذكر أن مادة الزئبق عبارة عن عنصر كيميائي وهو المعدن الوحيد الذي يتواجد في شكل سائل في درجات الحرارة العادية وله استخدامات عديدة ونراه في الثرمومتر والأضواء.
وتم حظر استخدام الزئبق في مستحضرات التجميل بعد أن لوحظ أن الزئبق يمتص من خلال الجلد ويتواجد في الدم والبول واللعاب والصفراء والحليب كما وجد في العظام المتحجرة بعد الموت مثل الجمجمة. وكان قديما يستخدم الزئبق أو مشتقاته في كريمات تفتيح البشرة والصابون وهو فعال بشكل كبير في تفتيح اللون وحتى عام 1970 كان من الطبيعي أن تجد مشتقات الزئبق في هذه المستحضرات في عام 1976 وبعد اكتشاف خطورة الزئبق حظر استخدامه في تلك المستحضرات في أوروبا وبعدها بسنوات تم حظره في الولايات المتحدة الأمريكية كما تم حظره في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعد الزئبق من المواد السامة ويمكن أن يدخل إلى الجسم من خلال الجلد أو استنشاق أبخرته أو ابتلاعه ويتراكم في الجسم ولهذا فإن تأثيراته السامة تحدث بشكل تراكمي الأمر الذي قد يؤدي إلى التسمم تدريجيا. ومن أعراض التسمم بالزئبق الهيجان والتهاب الفم واللثة والشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الذاكرة كما أنه يؤدي إلى مشاكل في الكلى و الجهاز العصبي. ولا تقتصر مضار الزئبق في مستحضرات التجميل على الشخص الذي يستخدم المستحضر فقط بل إن أبخرته قد تؤثر على الأطفال المحيطين مما قد يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي لديهم و تأخر في نموهم العقلي وكما أنه يؤثر على الأشخاص الملامسين له.