|
صحة وغذاء / بدأت شركات شبكات الجوال في بعض الدول بتقديم خدمات حماية للصغار من مشتركيها لخدمات الإنترنت للجوال.
وتقوم شركة فودافون البريطانية وهي ثاني أكبر شركة جوال بعد شركة تشاينا موبايل، بتقديم خدمة بي ماي لو Bemilo لقاء 6 دولارات شهريا لمساعدة الأهل في مراقبة أولادهم وطريقة استخدامهم للهواتف الجوالة والتحكم بها.
والخدمة هي عبارة عن تطبيق في بطاقة الجوال SIM لتوفير الحماية. وتقول شركة فودافون بالاستناد إلى إحصائيات لديها، إن ثلث الأطفال البريطانيين يعانون من الحرمان من النوم بسبب إرسال رسائل النص القصيرة، ويتعرض 10% منهم للتهديد ويستخدم ربعهم الهاتف الجوال خلال الدروس في المدرسة بينما يمضي ثلهم أكثر من خمس ساعات يوميا في تصفح الإنترنت على هواتفهم الجوالة. تتيح خدمة فودافون للأهل تقييد استخدام الإنترنت في لساعات محددة يتاح للصغار استخدامها ولن يعمل الهاتف كليا خلال ساعات محددة مثل ساعات الدروس في المدرسة على سبيل المثال أو في وقت متأخر ليلا. كما تفرض الخدمة موافقة الأهل على تلقي أبناءهم لمكالمات من أشخاص يحاولون الاتصال بهم سواء عن طريق المكالمات أو الرسائل، وتقدم للأهل تقريرا عن المكالمات وقراءة الرسائل.
تنم هذه الخدمة إلى طائفة كبيرة من ترسانة الأهل لحماية الشبان والأطفال من مخاطر الإنترنت عبر الهاتف الجوال. وأعلن في شهر أبريل عن خدمة وتطبيق MobShield ، لقاء 50 دولار سنويا، ويعمل لهواتف أي فون وهواتف أندرويد وبلاك بيري وسيمبيان وويندوز. وتأمل مايكروسوفت في جعل نظام التشغيل ويندوز 8 الأقوى في مزايا تحكم الوالدين وذلك من خلال تقارير أسبوعية يقدمها النظام عن سلوك الصغار والشباب وطريقة استخدامهم للكمبيوتر. ولكن هل يجب على الأهل مراقبة أولادهم، وهل يمكنهم الضغط لجعلهم يتقبلون فكرة المراقبة؟
يثير إدمان الشباب والصغار على استخدام الإنترنت عبر الهواتف الجوالة قلق الأهل مما يفتح مجالا واسعا لفئة مستحدثة من التطبيقات والخدمات والبرامج التي تهدف لحمايتهم من التحرش والمحتوى الضار في الإنترنت. وكانت هموم الأهل سابقا تتلخص في التحذيرات التي يوجهونها لأبنائهم مثل تجنب من التحدث مع الغرباء، والنظر بالاتجاهين عند قطع الطريق وعد إلى المنزل مباشرة بعد المدرسة، لكن المخاطر اليوم أصبحت افتراضية وفي كل مكان واستغلال الأطفال والتحرش أصبح يقع عبر الإنترنت التي أصبحت وسيلة سريعة للابتزاز والتهديد مع حماية لهوية مرتكبيها. وفي الولايات المتحدة وصل عدد المشتركين في فيسبوك من الشبان والفتيات ممن تقل أعمارهم عن 13 عن سبعة ملايين ونصف، وحوالي خمس ملايين منهم تقل أعمارهم عن عشر سنوات. ويتعرض هؤلاء للضغوط الاجتماعية والتنمر والتحرش وهي مخاطر كانت تقتصر على طلاب المرحلة الثانوية سابقا.
أخطر ما يخشاه الأهل هو أن يتعرض الشبان الصغار على الإنترنت والشبكات الاجتماعية لكل من العنف الشديد والمواد الإباحية والسلوكيات الإجرامية في مواقع مثل يوتيوب. تبقى فرص تعرض الصغار للابتزاز ضئيلة أمام المخاطر الاكثر شيوعا وهي إدمان الإنترنت سواء كان ذلك لألعاب أو أفلام أو مواد أخرى فيها. ويتطور محتوى الإنترنت مع التنافس الشرس بين المواقع لجعل المحتوى أكثر جاذبية وبالتالي أكثر تسببا للإدمان وإلا فإن تلك المواقع ستخسر أمام منافسيها. أصبح هناك بيد الأهل مجموعة من الخيارات للتصرف في وجه المخاطر التي تبرز مع الهواتف الجوالة المتصلة بالإنترنت في أيدي أبناءهم، وتتراوح الخيارات بين البقاء مكتوفي الأيدي أو بأسلوب لا يفل الحديد إلا الحديد، أي استخدام التقنية لمواجهة المخاطر التقنية.