|
الزكام والسعال من الأمراض التي تصيب الأطفال بشكل خاص لان جهازهم المناعي في هذا السن لم يكن لينضج بشكل كافي وبالتالي لا يستطيعون مقاومة الفيروسات المسبب لها. ويصاب الاطفال عادة بالمرضين ست مرات في السنة وهذا أمر عادي ولا يترك أي أثر سلبي في حال معالجتهم دون تباطئ. ورغم ان الطب يعتبر السعال والزكام من الامراض البسيطة لكن قد تلحق بالطفل اضرارا صحية جسيمة اذا لم تتم معالجته بسرعة فالاهمال قد يسبب أضرارا كبيرة للجهاز التنفسي، لذا يطلب من الأم بالتحديد الحرص على مساعدة طفلها بسرعة مع ان ذلك يكون أحيانا غير سهل بالنسبة لها، خاصة اذا كانت أم عاملة.
وكثرت إصابة الأطفال في كوستاريكا وبلدان أخرى في أميركا الوسطى بالزكام والسعال في ايام الشتاء بعد ان بدأت تشهد تغييرات مناخية. ففي كوستاريكا لم يكن الشتاء باردا كما هي الحال اليوم، لذا يحرص أطباء الأطفال على تقديم الارشادات الى الامهات من أجل حماية أطفالهن بالاخص في أعمار الاشهر وحتى الثلاثة أعوام ومساعدتهم على الشفاء بسرعة، ومن اهم هذه الارشادات.
التغذية: اذا أصيب الطفل بزكام غير مصحوب بحرارة فعلى الأم إطعامه بالشكل المعتاد، لكن اذا ترافق الزكام فقدان الشهية او صعوبة التنفس فلا يجب اجباره على الاكل بل اعطائه السوائل المغذية مثل حساء الخضار بكمية معقولة وعلى دفعات متكررة. على الأم الاستمرار بتغذية طفلها خاصة من الاطعمة الغنية بالفيتامينات” أ” و “ج” والبروتينات، فذلك يساعد على مقاومته للالتهابات وتلافي سوء التغذية، فعندما يصاب بالزكام يرفض غالبا الاكل لانه يعيق تنفسه. واذا كان الطفل المريض رضيعا فيجب الاستمرار بارضاعه كالمعتاد فهذا يساعد على مقاومة المرض.
التدفئة: عندما يصاب الطفل بالتهاب في جهاز التنفس فانه يكون بحاجة لكل طاقته من أجل مكافحة المرض والتغلب عليه، لذلك، على الأم إبقاء حرارة المنزل ثابتة ومعتدلة قدر الامكان دون المبالغة في الدفئة، وتجنب تعريض الطفل لتيارات الهواء على ان تُبقي جو المنزل نقيا وذلك بفتح النافذة او الباب دقائق قليلة لتهوئته. ويجب ترطيب جو الغرفة التي ينام فيها الطفل بوضع وعاء ماء على المدفأة في فصل الشتاء لان الجفاف يزعجه وقد يؤدي الى تجفف مجاري التنفس في الانف والحنجرة.
الحمام: من العادات الشائعة والخاطئة في نفس الوقت امتناع الأم عن تحميم طفلها اذا ما اصيب بالتهاب في جهاز التنفس، بل عليها الاستمرار في تحميمه مع مراعاة الشروط التالية:
– عدم تعريض الطفل لحرارة عالية في الحمام ومن ثم لحرارة منخفضة في الغرفة التي تنقله اليها بعد ذلك. ويجب ان تكون حرارة الماء بين ال34 و35 درجة مئوية اي مساوية لحرارة كوع الام، ويمكنها التأكد من ذلك بتغطيس كوعها في الماء قبل وضع الطفل فيها، ويمكن تحميم جسم الطفل يوميا ورأسه كل ثلاثة أيام.
– يجب الامتناع تماما عن التدخين في المنزل او في الغرفة الذي يتواجد الطفل المصاب بالتهاب في الجهاز التنفسي فيها، وهذه النصيحة ايضا عندما يكون الطفل صحيح الجسم. فالطفل الذي يعيش في منزل يدخن فيه احد الابوين يكون معرضا بنسبة 30 في المئة للاصابة بذات الرئة مقارنة مع طفل يعيش في منزل لا يوجد فيه مدخنون.
– على الوالدين عرض طفلهما على طبيب الاطفال اذا لم تتحسن حالته بعد ستة ايام ولم يتوقف السعال والزكام واستمرت الحرارة او ارتفعت حتى الـ 39 و 40 درجة، واستمر السعال الحاد والجاف لمدة تتجاوز العشرة ايام وظل يرفض الطعام والشراب واصبح يجد صعوبة في البلع لان اللوزتين تضخمتا مع وجود قيح ابيض عليهما، اضافة الى شكواه من ألم في الاذن وصعوبة او سرعة في التنفس.
النظافة: على الأم الحفاظ على محيط الطفل المريض نظيفا، وان تكون يديها دائما نظيفتان عند إطعامه او ارضاعه، بعد تنظيف ثدييها، فهذا يقلل من انتقال البكتيريا او الفيروسات التي قد تحملها الى طفلها المريض، وعليها ايضا ابقاء بقية اطفالها بعيدين عنه كي لا تنتقل العدوى اليهم.