|
يتطلب البقاء معافيا والتمتع بصحة خالية من المنغصات بعد سن الخمسين ليس فقط ممارسة الحركة المناسبة لهذا العمر وإنما أيضا تغيير نوعية الطعام الذي يتم تناوله لأن ما يمكن السماح به عندما يكون الإنسان في العشرين من العمر يصبح إشكاليا في العمر المتوسطي لان حجم العضلات في الجسم يتراجع مقابل ارتفاع نسبة الدهون.
أكدت أخصائية التغذية الصحية كارولينا هلافاتا انه مع التقدم في العمر يتعرض الإنسان بشكل أكبر للإصابة بالأمراض ” الحضارية ” كأمراض السكري وضغط الدم المرتفع وهشاشة العظام والتعرض للكسور ، كما يأخذ الكثير من الناس الأدوية المختلفة الأمر الذي يجعل عملية الهضم تسوء كما يبدأ الكثير من الناس في الخمسينيات بالتعرض للبدانة أو إلى زيادات في الوزن . ورأت أن تخفيض الوزن مفيد في أي مرحلة من العمر بما فيها مرحلة التقدم به لان من شان ذلك تخفيض أخطار الإصابة بالأمراض المختلفة مشيرة إلى أن تراجع الوزن يرتبط في الكثير من الأحيان بانخفاض الضغط ويحسن الوضع الذي يكون عليه مرض السكري.
وتوصي الخبيرة التشيكية الناس الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما بممارسة رياضة المشي وتجنب التعرض للقفز والتدريبات العنيفة التي تتطلب حبس النفس. وأشارت إلى أهمية التدريب للمحافظة على التوازن والمقدرة على التنسيق والاستقرار منبهة إلى أن هذه المقدرات تتراجع مع التقدم في العمر وبالتالي تزداد احتمالات التعرض للإصابات. وحذرت من العمل بالتغييرات الراديكالية في موضوع العادات الغذائية مؤكدة ضرورة أن تتم هذه التغييرات بشكل تدريجي وان يتم الاهتمام بموضوع المحافظة على اللياقة البدنية والذهنية وليس تحقيق الوزن المثالي للجسم.
وأضافت انه يفضل أن يتمتع الناس المعمرين بزيادة معتدلة في الوزن لان من شأن ذلك أن يحمي العظام من جهة ولأنه في حال مرضهم فإنهم يواجهون هذه الأمراض بشكل أسهل من جهة أخرى.
وشددت على أهمية التوافق بين الطاقة العامة التي يقبلها الجسم وبين تخفيض صرف هذه الطاقة مشيرة إلى أن الناس المسنين يتوجب عليهم أن يتناولوا طعاما يتضمن أكثر من 8000 كيلو جول أما عندما يريدون تخفيض وزنهم فيتوجب أن تكون هذه الكمية اقل واقتران ذاك بممارسة الحركة.
وأشارت إلى انه يعتبر من الأمور العادية في العمر المتقدم أن يتم خلق اكزيمات الهضم واللعاب بشكل اقل ، كما تتراجع مقدرتهم على العلك وتتراجع مقدراتهم الحسية كما تتراجع لديهم المقدرة على تفتيت المغذيات أما بعد سن الثمانين فتظهر بشكل اعتيادي لدى الكثير من الناس في هذا العمر علامات نقص التغذية رغم أن بعضهم يكون بدينا لان أغلبهم يكون محتوى طعامهم سيئا ولا يحصلون على المغذيات الضرورية .
وشددت على أهمية أن تكون قائمة الطعام لدى الناس في الخمسينيات من العمر وما فوق ذلك متنوعة وعلى أن يكون طعامهم منتظما والحد من تناول الدهون وزيادة تناول الخضار والمنتجات اللبنية واللحم الخالي من الدسم وتناول السمك كما أن من الأهمية بمكان الانتباه إلى نظام شرب السوائل لان الناس المتقدمين بالعمر يتراجع لديهم الشعور بالعطش كما أنهم يخشون من شرب السوائل لان ذلك يجبرهم على تكرار زيارة الحمام .
ورأت انه من الضروري على المتقدمين في العمر أن يتناولوا السوائل ولاسيما الماء والشاي وعصير الفواكه المخلوط بالماء وكذلك المياه المعدنية كمكملات بدفقات قليلة لكن على مدار اليوم لان من شأن ذلك أن يسمح للجسم بالاستفادة من الماء بشكل أفضل.