المدونة
الأخبار تضر بالصحة، وسعادتك بالتخلي عن متابعتها!
نشرت في: 19 يونيو 2013 من قبل لا يوجد تعليقات

يشير الكاتب رولف دوبيلي في صحيفة الغارديان أن الأخبار تضر بالصحة وتؤدي إلى توليد مشاعر الخوف والميول الشرسة فضلا عن أنها تعيق قدرتك على الابتكار والتفكير العميق، فما هو الحل؟ يجيب الكاتب بأن الحل هو بالتوقف عن استهلاك الأخبار!

ويطرح الكاتب سؤالا هاما وهو، من بين عشرة آلاف خبر قرأتها خلال الشهور الماضية هل سمح لك أي منها باتخاذ قرار صائب حول قضية هامة في حياتك؟

أدرك المحظيين بيننا مخاطر وفرة الطعام في الأمراض التي تسببها تلك الوفرة مثل مرض السكري والبدانة، فقمنا بتتغيير نمط حياتنا. لكن قليلون هم من يدركون أن أن الأخبار تفتك بعقولنا كما يفتك السكر بأجسامنا. فالأخبار سهلة “الهضم” ويقوم الإعلام بتغذية المستهلكين بأخبار وجيزة عن مسائل تافهة لا تهم حياتنا كثيرا ولا تستدعي التفكير، ولذلك لا نشعر بالإشباع من كثرة الأخبار.

وعلى النقيض من قراءة الكتب ومقالات المجلات الطويلة التي تستدعي التفكير، يمكننا تشّرب كميات لا محدودة من الاخبار القصيرة التي تماثل الحلوى الملونة في عقولنا. واليوم قد نكون قد وصلنا مع المعلومات إلى الحد الذي واجهناه قبل 20 سنة مع الطعام، فقد أدركنا كم من السم تجلبه الأخبار لنا.

فالأخبار مضللة، ولنأخذ مثلا خبر سقوط سيارة في انهيار اصاب جسر ما، سيركز الإعلام على السيارة وعلى الضخص وعلى الجسر وكيف شعر السائق في حال ذكر الخبر أنه نجا، مع إهمال أهم ناحية في الخبر وهي سلامة الجسر البنيوية وهي الخطر الذي يكمن فيه وفي كل الجسور، لكن صورة السيارة المحطمة هي أكثر جاذبية للأخبار وكذلك صورة الشخص وهي أخبار لا يكلف تقديمها الكثير.

فالأخبار تقودنا للتفكير بالمخاطر الثانوية، وعلى هذا المنوال نرى أن خطر الإرهاب مبالغ فيه مقارنة مع ضحايا حوادث الطرق واللامسؤولية في القطاع المالي لا تنال تغطية إعلامية كافية وهكذا.

لا يبدو أننا نتمتع بالعقلانية الكافية لمواجهة الإعلام والتعرض للأخبار فمشاهدة تحطم طائرة على التفاز ستغير موقفك من مخاطر الطيران بغض النظر على احتمالات نادرة لتعرضك لحادث مماثل.

ولا يغرنك من يظن أنه منيع أمام التعرض للأخبار. كما أن الجميع يعتقد أن الأخبار مهمة له لأنها مرتبطة بحياته دون أن يفرق بين الجديد في الأخبار والخبر الذي يرتبط به تماما. فالمعركة في العصر الراهن هي بين الجديد والمهم، ويوهمك الإعلام أنه يقدم لك ميزة تنافسية في الإطلاع على مايجري لكن هذه هي إعاقة تنافسية، وكلما استهلكت أخبارا أقل كلما زادت مكاسبك التنافسية.

وكلما زادت الأخبار الصغيرة التي تتابعها كلما ضاعت تفاصيل الصورة الكبيرة أمام فهمك لما يجري. ولو كانت المعلومات تؤدي لنجاح اقتصادي أعلى لكان الصحافيون في قمة الهرم، ولكن الحال هو غير ذلك.

لم تعد الأخبار سلعة نادرة بل القدرة على التركيز هي الكنز المفقود فهل تهدر مالك كما تهدر وقتك مع الأخبار؟ وهل تفرط بصحتك أو سمعتك كما تفرطب وقتك؟ فلماذا تضحي بذهنك وتتخلى عنه للأخبار؟


إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة