|
بدأ العلماء ببذل جهود جديدة لايجاد لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية، اعتماداً على دراسات جديدة في مختبرات مستشفى لندن ومركزين في أفريقيا تشمل 64 متطوعاً ويتوقع أن تستغرق عامين.
وسيتم تقسيم العمل بالتساوي بين لندن، والعاصمة الرواندية كيغالي ونيروبي في كينيا، وذلك بجهود مبادرة لقاح الايدز الدولية (IAVI)، وهي منظمة غير هادفة للربح.
الباحثة الرئيسية الدكتورة جيل غيلمور، التي تعمل في مختبر في مستشفى تشيلسي وستمنستر منذ تأسيسها في عام 2001، تقول إنها متفائلة بأن فيروس الايدز يمكن في نهاية المطاف أن يعالج بواسطة لقاح.
هذا المرض المتوحش الذي يحصد الأرواح ظهر منذ 30 عاماً وفشلت حتى الآن كل المحاولات التي تهدف للعثور على علاج له أو لقاح يقي من الإصابة به. وأشارت غيلمور إلى أنها “مسألة وقت فقط قبل أن نتوصل إلى لقاح فعال ضد فيروس نقص المناعة البشرية”.
مع ذلك، وجدت تجربة طبية مدعومة من الولايات المتحدة في تايلاند عام 2009 أن مزيج من اثنين من اللقاحات كان فعالاً بنسبة 30٪ في الوقاية من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية. ويجري التخطيط لإجراء دراسات إضافية تتابع هذه التجربة بهدف تحسين تلك النتائج الأولية. في الدراسة التي تجريها مستشفى لندن، سوف يتلقى المتطوعون الأصحاء – الذين لا يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية وليسوا عرضة لخطر التقاط العدوى- مزيجاً من لقاحين: الأول هو لقاح مشتق من نسخة مخففة من (سينداي)، وهو فيروس الانفلونزا الذي يصيب القوارض، لأنه في المراحل المبكرة من العدوى، يؤثر فيروس نقص المناعة البشرية وسينداي على الأنسجة المخاطية، التي توجد في الأنف وفي منطقة الأعضاء التناسلية.
وقالت الدكتورة غيلمور: “اعتقد اننا على مقربة من وضع لقاح لنقص المناعة البشرية، المسألة مجرد وقت وهناك بيانات علمية قوية تدعم هذا الموقف. سوف نصل الى هذا الهدف لكن تطوير اللقاح يستغرق وقتاً”.
وأضافت” “لا بد أن نضع في اعتبارنا أن مع شلل الأطفال، أخذنا 45 سنة من الوقت بعد اكتشاف الفيروس للحصول على لقاح فعال. فيروس نقص المناعة البشرية وحش هائل يتغير في كل مرة بدرجة كبيرة. انه قادر على أن يندمج في الخلايا حتى لا يراه الجهاز المناعي”.
وأشارت غيلمور إلى أن الدراسة تجرى باعتماد إعطاء اللقاحات عبر الأنف بشكل آمن ويستحث استجابة مناعية “فتوحيد اللقاح في الأنف له فوائد صحية لأننا لا نستخدم الإبر”. “إذا وجدنا استجابات مناعية قوية، سوف نذهب إلى المرحلة الثانية من الاختبار لمعرفة ما إذا كان اللقاح فعال في الحد من انتقال أو خفض حمولة الفيروس”، قالت غيلمور. ويعمل العلماء في مختبر مستشفى لندن على تجميد وتحليل عدة آلاف من عينات الدم، كما يدعم أكثر من 20 تجربة لقاح أخرى من ضمنها إرسال مجموعات اختبار لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث ينتشر وباء الإيدز بشكل هائل.