|
شاءت الأقدار أن أكون الابنة البكر لوالدي، وبعدي أنجبت أمي شقيقين ذكرين، وظللت أبكي أربع سنوات بعد إنجابها لأخي الثاني حتى جاءت أختي الصغرى بفارق ثماني سنوات بيني وبينها، ولم أكن أعلم أن أختي الصغرى، التي هي في العاشرة من عمرها الآن ستصبح بالنسبة لي مشكلة كبرى.
حين كانت صغيرة كنت لها أما ثانية أدللها، وأهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصها، حتى أنني كنت أصر على أمي أن أغير حفاضاتها بنفسي رغم صغر سني، وكان الجميع معجب بي كأم صغيرة لهذه الطفلة وأنا لا زلت طفلة أيضا.
مرت السنوات واصبحت أنا في الثامنة عشر من عمري، وأصبحت أختي في العاشرة من عمرها، وكان طبيعياً أن تحشر لها أمي في غرفتي التي عشت فيها منفردة لسنوات سريراً ومكتباً.
صخب
بدأت مضايقات أختي الصغيرة لي في هذه السن تظهر، أنا طالبة جامعية في كلية عملية، وهي لا زالت تلميذة في المرحلة الابتدائية، أنا بحاجة للهدوء والتركيز، وهي تملأ الغرفة صخبا ومهملات لمجرد أنها تقوم بحل مسائل حسابية بسيطة مستخدمة أصابع يديها وقدميها، وحين أشتكي لأمي فهي تكتفي بالقول: “هي الصغيرة استحمليها”.
وأصبحت هذه العبارة متبعة في البيت وحتى حين أشكو منها لزميلاتي في الجامعة يرددن نفس العبارة، التي أصبحت شقيقتي المدللة تستغلها جيداً لكي تستعمل أدواتي وتعتدي على كل ما يخصني مهما كان غالياً، وحين أشكو أو أتذمر فأنا أسمع نفس العبارة أو عبارة أكثر ألماً: “أنت الكبيرة استحمليها”.
لا خصوصية
هذه مشكلة طرحتها علينا الطالبة الجامعية، التي أطلقت على نفسها ملاك الحب، وتوجهنا بشكواها للاختصاصية الاجتماعية الأستاذة حياة خليل، لكي تجيب عن طريقة حل هذه المشكلة حيث قالت: “إن مشكلة الأسر العربية هي الغرف المشتركة وعدم احترام الخصوصيات بدعوى أن الأفراد الذين يعيشون في بيت واحد هم عائلة واحدة”.
وتضيف: “وجود ابنتين في غرفة واحدة بفارق عمري كبير يتجاوز العام أو العامين يعتبر مشكلة تؤثر سلبا على أداء الكبيرة وتفوقها، ويؤثر سلبا على شخصية الصغيرة التي تنشأ شخصية مدللة واتكالية وغير حازمة وأنانية، على الأم أن تفصل فورا بين الابنتين وتختار لكل واحدة غرفة مستقلة، وليس معنى ذلك أن تتخلى الأخت الكبرى عن دورها في النصح والارشاد للأخت الصغرى”.