|
إنّ وجود القدوة الحسنة والصالحة في حياة الطفل أمر ضروري لابد منه، ليحتذي بها ويستقي منها المعايير والقيم الدينية والأخلاقية التي يحكم بها على الأمور، لما لها من ارتباط وثيق بغريزة مرتكزة في الفطرة الإنسانية هي غريزة التقليد والمحاكاة، والتي يتكون من خلالها سلوك الطفل في مراحله الأولى وتتشكل فيها معالم شخصيته.. فكيف تضعين أمامه أنت ووالده قدوته الحسنة؟
تلخص الدكتورة هاجر نياز، المستشارة الأسرية، أهمية القدوة في حياة الطفل للأسباب التالية:
1) إنّ مستوى الفهم لدى الأطفال أدنى بكثير منه عند الكبار، فتبقى الرؤى بالعين المجردة لوقع حي أهم من الكتاب.
2) إنّ القدوة الحسنة تعطي الطفل القناعة بأنّ هذه الفضائل ليست مجرد مبادئ مثالية.
3) إنّ الطفل أو الشاب عندما يرى عملاً حسنًا يحمد عليه الإنسان، فإنّ ذلك يثير في نفسه الاستحسان لهذا العمل، وهذا يدفعه إلى التقليد، والطفل أو الشاب مدفوع كرغبة خفية لا يشعر بها نحو محاكاة من يعجب به دون أن يقصد، وهذا التقليد غير المقصود لا يقتصر على الحسنات من السلوك، بل يتعداها إلى غيرها، ولذلك كان من الخطورة بمكان ظهور المساوئ في سلوك القدوة.
من هم القدوة؟
كل من يحيط بالطفل ويترك بصمة في حياته، إن كان سلبًا أم إيجابًا، سواء من الوالدين أو الإخوة أو المعلمين أو الأصدقاء أو المدرسة والمسجد أو الإعلام….. إلخ.
وتأثير هؤلاء يختلف بحسب التصاقه بهم والمرحلة العمرية التي يمر بها، فتأثره في طفولته المبكرة تكون بوالديه وإخوته أكثر من غيرهم، في حين نجد أنّ اقتداءه بمعلميه يكون أكثر في المرحلة الوسطى، أما في مرحلة الطفولة المتأخرة فنجد أنّ تأثير القرناء عليه يكون أكبر، وهكذا.
الوالدان
لا تقتصر مسؤولية الوالدين في التربية على تغذية وستر الأبدان، بل وتغذية العقول وتقويم السلوك، فالطفل يتمتع بنسبة ذكاء عالية جدًا تمكنه من الملاحظة الدقيقة وعقد مقارنة بين الأقوال والأفعال ومدى التطابق بينهما، ثم يقوم من خلال النتائج التي يصل إليها بعمل نموذج خاص به للمثل والأخلاقيات التي سوف يلتزم بها في حياته، لذلك ينبغي على الوالدين الالتزام بما يلي:
1 – وضع حد فاصل للقيم، فالكذب هو الكذب ولا توجد له درجات أو ألوان أو مبررات.
2 – الأمانة أمر لا بديل عنه تحت أية ضغوط، واحترام الكبير وبره واجب.
3 – التفوه بالألفاظ السيئة مرفوض مع توضيح أهمية التزام الإنسان بالسلوك الحسن الطيب وكيف يقربه ذلك من المولى عز وجل.
المسجد والمدرسة
هما من أهم المصادر التي تعلّم الأطفال سلوك الإسلام والتعاليم الدينية الصحيحة، وتقوم سلوكهم وتوجههم إلى الاتجاه الصحيح، وتعودهم على روح الجماعة كما تبعدهم عن الأنانية والفردية، وتساهم في زيادة الأصدقاء الموثوق بهم.
الإعلام
أصبحت وسائل الإعلام تضطلع بدور تربوي خطير في حياة الإنسان حتى باتت تسيطر على الأطفال سيطرة تامة، فهي المصدر الرئيسي للخبرة والمعرفة؛ فعبر برامجها نستطيع أن نشكّل سلوك الطفل ونوجهه وفكره الوجداني، ومن المهم أن يختار الأبوان البرامج الهادفة لأطفالهما لأنها تلعب دورًا كبيرًا في خلق التوازن النفسي لدى الطفل.