المدونة
ست إخوتها
نشرت في: 22 ديسمبر 2012 من قبل لا يوجد تعليقات

هي في الرابعة عشرة من عمرها، بدأت معاناتها كما تقول في رسالتها منذ أن وعت على الحياة، فهي وحيدة أمها من ناحية الإناث، ولديها خمسة من الإخوة الذكور، ترتيبها السادس بين إخوتها لتكون الابنة السادسة والأخيرة لهذه العائلة، ولتحمل لقب «ست إخوتها».

تقول ريم وهي تكتب رسالتها بدموعها: «كُتب عليَّ أن أعيش بثياب ذكر في نفس وروح أنثى؛ لأني ابنة وحيدة بين الذكور، عاملني الجميع وحتى أمي على أساس أنني ذكر؛ شعري قصير، وملابسي «ولادية»، ألعابي كلها تخص الأولاد، وحتى صداقاتي فهي مع أبناء الحي؛ حيث أنطلق لألعب مع إخوتي؛ لأن أمي كانت تخاف عليَّ من اللعب بمفردي، وهكذا تحولت «بقدرة قادر» إلى ابن سادس لهذه الأسرة البسيطة!

والأدهى من هذا كله هو تباهي أمي بي، وبأني أشبه الصبيان في تحركاتي وسكناتي، لدرجة أنها لم تخصص لي غرفة مفردة حتى الآن، بل تركتني أنام في غرفة مع اثنين من إخوتي، وينام الثلاثة الباقون في غرفة أخرى على اعتبار أني ذكر، وأنها تضع كل ثلاثة أولاد في غرفة كما تتباهى.

وحين بلغت مبلغ النساء كان الأمر غريباً على أمي وليس عليَّ، وأظهرت استياءها، خاصة أنها سعيدة باللقب الذي أطلقه عليها جدي لأبي «يا أم الشباب»، وكأن هذه العائلة نسيت أو تناست أنني أنثى، وفي المدرسة وجدت أني لا أعرف شيئاً عن عالم الصبايا بشعري القصير وحذائي «الولادي».

وحين تتحدث البنات في فسحة المدرسة عن أمور نسائية أو «بناتية»، فأنا أجد نفسي كطائر غريب، لدرجة أني أصبت بالفزع حين رأيت أحمر شفاه لأول مرة، وطلبت مني صديقاتي أن أجرّبه على شفتي.

هل أنا مريضة نفسياً بهذا الوضع؟ ومن الذي حوَّلني لـ«ست إخوتها»، وكيف أغيّر حياتي وأعيش أنوثتي؟

خطأ جسيم!
هذه التساؤلات حملتها «سيدتي نت» للاختصاصي النفسي محمد صادق، حيث أجاب بالآتي: «بعض الآباء والأمهات لا يميزون بين تعاملهم مع البنت والولد، ويتركون البنت تتصارع مع أخيها، وتلعب في الطريق مع الأولاد، فهذا يكسبها شيئاً من صفاتهم.

وهناك من يتعامل مع البنت بأسلوب مختلف؛ فتكون والدتها صديقة لها، وتهتم باختيار الملابس المناسبة للبنات، وتمنعها من اللعب مع الأولاد من الجيران والأصدقاء، وكذلك تعوِّد إخوانها على احترامها وعدم ضربها، ولكن ليس لدرجة أن تظهرها ضعيفة أمام إخوتها الذكور.

خطأ هذه الأم كان جسيماً بحق ابنتها، والمجتمع الذكوري أيضاً الذي يشجع ويرحّب بالمرأة التي تنجب الذكور، مع أن الأمر يعود لله أولاً ثم للرجل ثانياً، كل ذلك يحمل المسؤولية لهم بأن هذه الفتاة بحاجة لتغيير كلي في حياتها.

عليها أن تعاشر فتيات لفترة طويلة مثل بنات خالاتها وعماتها، وعليها أن تستقل بغرفة نوم وحدها؛ بأن تطلب من أمها ذلك عن طريق خالة أو عمة أو جدة أو حتى جارة، فهي في سن بحاجة للخصوصية، والشرع قبل الطب قرر التفرقة في المضاجع بين الأبناء، فكيف بفتاة في هذه السن.

ولا نهمل دور المعلمات اللاتي يجب أن يتفهمن قضية هذه الفتاة، ويتحاورن مع الأم بأن مسمى «ست إخوتها» ليس تكريماً لها، بل إضرارٌ بنفسيتها.

إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة