|
زواج المراهقين الصغار شائع في كثير من المجتمعات، ولكن النتائج لا تكون في أغلب الأحيان سعيدة، لأنه كما يعلم الكثيرون منا بأن الزواج يعني بأن يكون الرجل والمرأة على استعداد، وعلى قدر كاف من المعرفة لإدراك المسؤوليات المترتبة على الارتباط الزواجي.
ومعظم الدراسات الاجتماعية تقول بأن نجاح زواج المراهقين محدود جداً طالما أن الخبرة الحياتية غالباً ما تكون غائبة والفهم الصحيح للمسؤوليات غير متوفر.
النضوج أساسي
أكدت دراسة لمعهد سياز البرازيلي للدراسات الاجتماعية، بأن النسبة الكبيرة من المراهقين، ينقصهم النضوج الفكري حول العلاقات الاجتماعية بشكل عام والزواجية بشكل خاص. وقالت الدراسة المقتضبة التي أعدها خبراء برازيليون مختصون بالشؤون الاجتماعية، إن المراهقين عرضة للقيام بتصرفات طائشة، وهم يتصفون بالاندفاع العاطفي واللاعقلاني في أمور حياتية كثيرة، من ضمنها الزواج.
وأضافت الدراسة بأن نسبة كبيرة من المراهقين لا يملكون القدرة على فهم العواقب المترتبة على تصرفاتهم . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أين الأهل من كل هذا؟ وحاولت الدراسة الإجابة عن هذا السؤال بالقول: “إن هناك مجتمعات يفتخر فيها الأبوان إذا استطاعا تزويج مراهقيهم في سن مبكرة، لعدم ارتكاب أخطاء أو الانخراط في علاقات جنسية خاطئة”.
الإعداد الصحيح
أشارت الدراسة إلى أن زواج المراهق قد يحقق نجاحاً، إذا حاول الأبوان إعداد أبنائهم للزواج بشكل صحيح. ولكن مع ذلك فإن المراهق قد يغير رأيه بسرعة، وهذا ما يؤدي إلى الفشل لذلك فإن مسؤولية الأهل، تعتبر في غاية الأهمية لإنجاح أو إفشال زواج المراهقين.
وقالت الدراسة إن الإعداد الصحيح لزواج المراهقين يجب أن يستند إلى المنطق والشرح الوافي للمسؤوليات، التي تقع على عاتق المتزوجين، شباناً كانوا أم شابات. والإعداد يجب أن يشمل جميع نواحي الحياة، بما في ذلك الواجبات الأسرية والاجتماعية وكذلك النواحي المادية.
الوضع الاقتصادي
معظم المراهقين لا يدركون الأعباء الاقتصادية للزواج، وبخاصة إذا رغبا في إنجاب الأولاد. يجب على الأبوين، طبقاً للدراسة، شرح مصاعب الحياة وكيفية مواجهة المشاكل الناجمة عن الارتباط بالزواج في سن مبكرة. فمعظم المراهقين الصغار يعيشون مع أهاليهم، ولكن هل سيدوم ذلك إذا حدث الزواج؟
وأوضحت الدراسة بأن الأبوين يجب أن يشرحا بأن الحياة في كنف الأبوين لا تدوم إلى الأبد ولا بد من وصول اللحظة، التي ينبغي فيها على المراهق، أن يعتمد على نفسه ويتحمل مسؤوليات النفقات المالية.
مشاكلهم تبدأ بسرعة
أكدت الدراسة بأن مشاكل المراهقين المتزوجين تبدأ بسرعة، أي بعد فترة وجيزة من الزواج، وتكون عنيفة أحياناً بسبب الافتقار للنضوج اللازم لمواجهتها وحلها بطريقة عقلانية ونتيجة لذلك فإن زواجهم ينتهي بسرعة وغالباً ما تكون نهايات ذلك الزواج محزنة ومخيبة للآمال.
3 أسباب رئيسية لانتهاء زواج المراهقين
أولاً- الافتقار للنضوج الكافي.
ثانياً – عدم القدرة على تأمين الاقتصاديات اللازمة للعيش.
ثالثاً – الافتقار للخبرة في مجال العلاقات بين الرجل والمرأة.
وأضافت الدراسة بأنه إضافة للأسباب الرئيسية المذكورة هناك مشاكل فرعية مثل الغيرة وتوجيه الانتقادات للشريك والملل من المعاشرة الحميمة واللجوء إلى العنف.
لماذا تكون النهاية محزنة؟
أوضحت الدراسة بأن المراهقين الذين يتطلقون يكونون عرضة لحمل بعض العقد النفسية، ويكون شعورهم هو خيبة الأمل من الحياة في وقت مبكر، وربما يؤدي ذلك إلى امتناع المراهق أو المراهقة عن الزواج في الكبر بسبب الشعور السيئ، الذي حمله أو حملته عن فكرة الزواج. والأمر يكون أعقد إذا كان هناك أولاد من الزواج الفاشل.