|
ببساطة وعفوية شديدة، تقوم غالبية الأمهات بحكاية «الحدوتة» لأبنائهم قبل خلودهم للنوم، ومرات عند منتصف اليوم!
ولكن هل فكرت الأم يوماً في الأصول التربوية السليمة لحكاية «الحدوتة»، ماذا تفعل قبل وبعد وأثناء الحكي؟ لتجني الثمار في النهاية، من بثٍ للقيم أو للمعلومات العلمية والتاريخية، إضافة إلى التوجيهات التربوية والسلوكية؟
«يعقوب الشاروني» رائد أدب الطفل وصاحب سلسلة «كيف نربي أطفالنا؟» يجيب عن السؤال.
– كيف نحكي قصة؟
قبل قص القصة: لابد من دراسة القصة والتعرف على شخصياتها وحفظ تسلسل أحداثها، واستخلاص الهدف منها، والتدريب على إلقائها بالصوت وتعبيرات الوجه وحركات الجسم.
أثناء قص القصة: لابد من استخدام أسلوب الحوار والسؤال والجواب لقصها، بهدف إشراك الطفل في التعبير بألفاظه وخبرته وخياله الخاص عن مواقف القصة المختلفة؛ لتشجيعه على التفاعل والمشاركة والإبداع والابتكار.
– مادام الراوي يستعين بوسيلة إيضاح، فمن السهل عليه أن يسأل الطفل عما يشاهده، ويمكن أن يبتكر الطفل الحوار بين شخصيات القصة في المواقف المختلفة، سواء كانت هذه الشخصيات من البشر أو الحيوانات أو الجمادات، على أن يعبر الطفل بألفاظه وعباراته وتعبيرات وجهه وجسمه أيضاً؛ لتنمية القدرة على التخيل.
– مراعاة جلوس الطفل بطريقة مريحة أمام الراوي وبالقرب منه؛ لأن هذا يخلق في الطفل شعوراً بالقرب النفسي من الراوي، ويساعده على سماع الصوت بوضوح، ورؤية ملامح الوجه، كما أن هذه الجلسة المريحة تجعل الأم «الراوي» تتابع أثر كل موقف من مواقف القصة على الطفل.
– الترحيب بأسئلة الطفل: على كل أم أن تكون مستعدة لكثير من الأسئلة والمقاطعات، ومقابلتها بهدوء ومرح وأعصاب هادئة، وبإجابة بسيطة، مقنعة، لا تستغرق وقتاً طويلاً، حتى لا يفقد الطفل متابعته لموضوع القصة.
– الإلقاء المعبر، بصوت حسن واضح، مناسب للمعنى في القوة والرنين.
– اختيار الكلمات المناسبة للطفل المستمع للقصة، وأن تكون صاحبة خبرة بالقاموس اللغوي الذي يستخدمه الأطفال في ذلك العمر، أن تكون خبيرة بالألفاظ المتداولة بينهم والتي يفهمونها، وأن تستخدم الكلمات ذات المضمون المادي الملموس ومنها المتعلقة بالبصر والسمع والحركة واللمس والذوق والشم.
بعد قص القصة
– على كل طفل أن يقوم بإعادة قص القصة، مستخدماً بعض الوسائل المساعدة.
– لابد أن يدور حوار ليتضمن سؤالا وجوابا حول مواقف القصة، شخصياتها، الهدف منها.
– اختيار الطفل لخاتمة جديدة للقصة، أو اقتراح بتغيير أحد المواقف.
– تمثيل مواقف من القصة، هو وأصدقاؤه، مع السماح لهم بتغيير التعبير وجمل الحوار.
– أن يمسك الطفل بقلمه الملون أو فرشاة ألوانه ليرسم مواقف من وحي القصة، دون التقييد بأصول الرسم، وبالألوان التي يحبها وإن لم تطابق ما يوجد في الطبيعة، وغير ذلك من حقائق شكلية.
– أتركي الطفل يصنع شيئاً مرتبطاً لما في القصة.