|
المراهقون غالباً ما يفتقرون للحكمة والخبرة لمعرفة حدود تصرفاتهم، فهم يقعون في أخطاء تكون فادحة أحياناً. ولذلك فإن دور الأبوين يكمن في رسم حدود هذه التصرفات عبر سبل كثيرة باستثناء العنف أو استخدام القوة؛ لأن ذلك من شأنه أن يعقد الوضع أكثر، ويؤدي إلى تعنت المراهق أكثر فأكثر.
فوضع حدود لتصرفات المراهقين الخاطئة يتطلب في الحقيقة مهارة عالية من قبل الأبوين، وعلى وجه الحدود دبلوماسية الحوار.
تعليم الآخرين يتطلب الصبر
أكدت دراسة برازيلية مختصة بالشؤون الاجتماعية والنفسية أن تعليم الآخرين بشكل عام ليس أمراً سهلاً، ويتطلب الكثير من الصبر والاستعداد لتلقي الأسئلة، والرد عليها. وتعليم المراهقين على وجه الخصوص عملية معقدة إلى حد كبير، وبخاصة إذا شعروا بأن من يعلمهم يستهزئ بهم، أو يصغر من شأنهم. المراهق يعتقد أنه قادر على فهم كل شيء أو بالأحرى يعتقد أنه يعرف كل شيء، ولذلك فإن تلقينه معلومات جديدة يجب أن يتم بأسلوب يكون على مستواه.
أنا الأفضل
«أنا الأفضل» تعتبر من العبارات المفضلة لدى المراهقين؛ نظراً لأفق تفكيرهم الضيق، الذي يجعلهم يعتقدون أنهم الأفضل، والسبب العلمي لذلك هو التغيرات التي تحدث في الهرمونات الذكرية والأنثوية عندهم. لذلك يمكن إدراك صعوبة إقناع المراهق بأن بعض تصرفاته تعتبر خاطئة. لذلك ينصح علماء الاجتماع باتباع أربع طرق عند محاولة وضع الحدود لتصرفات المراهق، وهي:
أولا- امنح المراهق فرصة للتعبير عن نفسه
غالباً ما يتسرع الآباء في نقل القواعد السلوكية لمراهقيهم دون منحهم مجالاً للتعبير عن أنفسهم. ويعتبر هذا الأسلوب خاطئاً؛ لأن المراهق سيجد أنه مجبر على القيام أو عدم القيام بسلوك معين من دون حوار مسبق. وأضافت المجلة أنه ينبغي على الأبوين أو المدرسين في المدارس منح الفرصة أمام المراهق للتعبير عن نفسه، ومن ثم نقل المعلومات الجديدة إليه؛ لأنه سيكون مستعداً للاستماع فقط عندما يعبر عن نفسه أولاً.
ثانياً- كن متماسكاً منطقياً
ينبغي على الآباء أن يكونوا متماسكين منطقياً في شرح الأمور لمراهقيهم، وهذا يعني التمتع بحس ثقافي وامتلاك قدر كاف من المعلومات، حول المواضيع التي تريد نقلها للمراهق. تماسك شخصية الأبوين يعتبر ضرورياً لإقناعه بالأفكار التي يتلقاها. كما أنه من غير المنطق تعليم المراهق على قواعد أخلاقية إن لم يكن الأبوان يتمتعان بأخلاق حميدة.
ثالثاً- كن عادلاً
أبغض الأمور عند المراهق هو عندما يجد إجحافا بحقه. ولذلك يجب أن يكون الآباء منصفين بحق مراهقيهم؛ لتفادي ظلمهم. وأكدت أن شعور المراهق بالظلم يجعله أكثر تمرداً على القواعد والأصول. ويجب تعليم المراهق كيفية الإنصاف بحقوق الآخرين؛ لأنه إذا لم يكن يدرك ذلك فإنه لن يكون منصفاُ بحق نفسه.
رابعاُ- لا تنسَ قيمك ومبادئك
إن القيم والمبادئ التي نتمتع بها هي التي تقنع المراهقين بما نتحدث به، وبما ننقله إليهم. فإن أردت أن تعطي محاضرة لابنك أو ابنتك المراهقة حول الصدق فيجب أن تكون أنت صادقاً. فالقيم والمبادئ التي نتمتع بها هي التي تساعدنا على نقل الحدود، التي نريد وضعها لمراهقينا، وجعلهم يأخذونها على محمل الجد. وليس هناك فائدة من محاولة تعليمهم قيماً لا يتمتع به الأبوان.