المدونة
تجربة أم.. كان طفلها يسرق!
نشرت في: 15 ديسمبر 2012 من قبل لا يوجد تعليقات

بدأت الأم التي عاشت هذه التجربة كلامها قائلة: نهاري وساعات ليلي وأنا في حيرة من أمري، خجلة من نفسي ومن تصرفات ابني «عمار»، عيناي أصبحتا وسط رأسي، بتُ أتابعه، أتلصص عليه وأُراقبه، انقطعت عن زيارة الإخوان والأخوات.. حتى التزاور مع الجيران؛ بعد شكواهم.. نعم!

ولدى الذي علمته الصدق والأمانة يأخذ أغراض إخوته ولعب جيراننا وأصحابه ويخفيها بطريقة ما. ماذا أفعل؟

«تُرى هل ما يفعله «عمار» سرقة؟ وهل أخطأت في تربيته؟» سؤال لم يبرح ذهني.. وخاطر ظل يروح ويجيء بعقلي.

تشاورت مع نفسي.. سألتها: هل أظهرت حبًا أكبر لإخوته فشعر هو بالغيرة؟ هل يسرق ليلفت انتباهنا؟ أم أنه يعانى من شيء ما؟ ولم أصل إلى جواب، طفت حجرات البيت قلقة، حائرة، ماذا فعلت بولدي؟ وما الذي لم أفعله وعلي فعله؟

لا يتوقف!
قررت أن أضع حلاً للمشكلة، أن أبحث عن أصلها؛ «عمار» هو طفلي الرابع «عمره خمس سنوات»، وكأسرة نعيش في حب ووئام والحالة متيسرة، وكل طلباتنا تجاب، إذن أين العيب؟

عن نفسي.. أنا زوجة متفرغة، ومهمتي رعاية أبنائي وتدبير أمور بيتي وحياتهم، ولم أتذكر يومًا أنى فرقت في المعاملة، أو حرمت أبنائي من شيء طلبوه، وهذا هو بيت القصيد، كما يقولون، خرجت من غرفتي فزعة على صوت ياسمين ابنتي «سبع سنوات» تبكى لضياع لعبتها، وكانت معها بالأمس، هدأت من حالها وشاركتها البحث هنا وهناك، و«عمار» واقف يراقبنا، وقبل أيام وجدته ممسكًا بلعبة ابنة خالته التي فقدتها في منزلنا، لقد تفاقم الأمر، ولم يعد بمقدوري السكوت.

مشاركة
نبهني زوجي إلى أننا لم نحضر لعبة واحدة جديدة من أجل عمار، تركناه يشارك إخوته لعبهم القديمة الكثيرة، وإن اشترينا واحدة جديدة فهي جماعية، من باب الوفرة والاقتصاد، اكتشفت أنه لم يشعر مرة للحظة بملكيته للعبة، فأجبت زوجي: «لهذا لم يتدرب على التفريق بين لعبه ولعب غيره.. بين ما يحق له وما لا يحق له»… هكذا وصل تفكيرنا.

«الطفل الذي يسرق ولم يكمل عامه السادس ليس بسارق، إنما هو نقص في معرفته بحدود الملكية». معلومة جديدة عرفتها، فحمدت ربى واطمأن قلبي قليلاً، وأخذت «عمار» في حضني ودفَّأته بحبي، وبخطوة جريئة، لابد منها، جمعت أبنائي وقسَّمت اللعب بينهم… كلُّ يختار، وفرح عمار لاحتفاظه وملكيته لبعض اللعب، ولأول مرة أشاهد ابتسامته.. راضية.. صافية.

أخيرًا.. عاد الهدوء إلى قلبي وارتاح بالي، مشكلة وتداركتها خلال أيام كأم ومربية، وعاد ابني إلى طفولته سعيدًا بلعبه، محافظًا عليها، وإن أنهى لعبة وضعها في مكان يعرفه هو وحده ليعود إليها من جديد! لاحظ والده التغيير، ومعه إخوتي والجيران.

إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة