المدونة
تأخر الحمل بدون سبب
نشرت في: 15 ديسمبر 2012 من قبل لا يوجد تعليقات

قال تعالى: ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور* أو يزوجهم ذكرانا و إناثا و يجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير). الشورى 49، 50

إن ما ذكر في كتاب الله الكريم هو إحدى آيات الله في خلقه فهو يوزع رزقه كيف يشاء فنعمة إنجاب الأطفال لا يعطيها الله عز و جل لكل البشر و قد وجدت أسباب كثيرة تؤدي إلى عدم قدرة الزوجين على الإنجاب و كذلك وجد العلاج لكثير منها. و لكن قد يتأخر الحمل فيسعى الزوجان لمعرفة السبب و بعد إجراء العديد من الفحوصات الطبية للزوجين لا يتضح سبب ظاهر لتأخر الحمل و هذه المشكلة توجد في حوالي 10 – 26% من الأزواج الذين يعانون من تأخر الحمل.
ما الذي يعنيه تأخر الحمل بدون سبب ظاهر؟
إنه يعني ببساطة شديدة عدم القدرة على إيجاد تفسير طبي لتأخر الحمل. و هناك نوعان له: التشخيص الطبي: الأول و هو عدم وجود سبب بيولوجي لتأخر الحمل لدى الزوجين، و الثاني و هو وجود سبب بيولوجي لتأخر الحمل و لكن يكون هناك صعوبة في تشخيص هذا السبب لعدم وجود وسيلة دقيقة لتشخيصه حتى الآن.
و تأخر الحمل بدون سبب ظاهر قد يحدث لزوجين لم يسبق لهما الإنجاب و في هذه الحالة يطلق عليه تأخر حمل أولي و قد يحدث لزوجين سبق لهما الإنجاب و في هذه الحالة يكون تأخر حمل ثانوي.
تشخيص تأخر الحمل بدون سبب :
يعتمد التشخيص على استبعاد الأسباب الأساسية لتأخر الحمل لدى الزوجين و بالتالي توافر كل العناصر الآتية:
1. حدوث التبويض بصورة طبيعية منتظمة.
2. قناتا فالوب في حالة طبيعية.
3. عدم وجود التصاقات في الحوض.
4. عدم وجود إنتباذ بطانة الرحم ( بطانة الرحم المهاجرة)
5. السائل المنوي للزوج يحتوي على عدد طبيعي من الحيامن و التي تكون طبيعية الحركة.
6. التأكد من حدوث الجماع بصورة طبيعية و بعدد من المرات في الشهر خاصة في فترة التبويض عند المرأة.
7. استبعاد أي سبب طبي آخر قد يؤثر على حدوث الحمل لدى أي من الزوجين.
كما سبق نرى أنه لتشخيص تأخر الحمل بدون سبب ظاهر لابد من عمل الآتي:
1. التاريخ المرضي و الكشف الطبي لكلا الزوجين
2. عمل التحاليل الطبية اللازمة للمرأة و الخاصة بحدوث التبويض
3. متابعة التبويض
4. فحص السائل المنوي للزوج
5. عمل أشعة بالصبغة على الرحم و قناتي فالوب.
6. منظار للحوض
بعض التفسيرات التي تؤدي إلى تأخر الحمل بدون سبب ظاهر:
هناك بعض التفسيرات التي تم اكتشافها ووجد أنها قد تكون مسئولة عن تأخر الحمل بدون سبب ظاهر، و يتم تشخيصها فقط حتى الآن لأغراض البحث العلمي و لم يتم إيجاد وسائل تطبيقية لتشخيصها على المرضى حتى الآن و تشتمل على الآتي:
1. عيوب بقناتي فالوب:
قناة فالوب خلقها الله سبحانه و تعالى لتساعد على نقل البويضة من ويتم فيها التزاوج بين الحيامن و البويضات ثم تكوين الجنين والذي يسير فيها و يتغذى منها لمدة 3 – 4 أيام قبل نزولها إلى الرحم. و قد يحدث أن تكون القناة مفتوحة و لكنها لا تعمل بالصورة الطبيعية و بالتالي لا تحدث هذه الخطوات الأساسية لحدوث الحمل.
2. ضعف كفاءة البويضات:
يحتوي المبيضين على آلاف من البويضات، و لكن ليست جميعها تكون مهيأة للتلقيح و تكوين أجنة و لذلك قد يكون شكل البويضة أو حجمها أو محتواها من الكروموسومات الوراثية غير طبيعي و بالتالي لا يحدث الحمل.
3. تحول حويصلة جراف إلى الجسم الأصفر بدون خروج البويضة LUF syndrome
فيحدث أحيانا أثناء التبويض أن تحبس البويضة داخل حويصلة جراف ( و التي تحتوي البويضة أثناء فترة نموها و نضجها) و الطبيعي أن يتم انفجار هذه الحويصلة و خروج البويضة منها إلى قناة فالوب ثم تتحول الحويصلة إلى ما يسمى الجسم الأصفر و بناء على حبس البويضة داخل الحويصلة فلا يحدث التبويض أبدا.
4. مشاكل مرحلة ما بعد التبويض: Abnormal Luteal Phase
بعد خروج البويضة من المبيض تبدأ مرحلة تعرف باسم مرحلة ما بعد التبويض و فيها ينتج الجسم الأصفر هرمون البروجيسترون و الذي يعمل على تجهيز بطانة الرحم لاستقبال الجنين و انغراسها. قد تحدث مشاكل في إنتاج هذا الهرمون فتقل كميته أو معدل زيادته أو هبوطه سريعا و بالتالي لا تتمكن بطانة الرحم من
إستقبال الجنين.
5. مشاكل مناعية:
الجهاز المناعي خلق لحماية الجسم من الأمراض و العدوى ولكن الجهاز الهام قد يصيبه أحيانا خلل وظيفي وينتج عن ذلك أن يبدأ الجسم في مهاجمة خلاياه الطبيعية و قد يحدث أن يهاجم الجهاز المناعي البويضات في المرأة أو يهاجم الحيامن في الرجل و يؤدي ذلك إلى حدوث إلتصاقات بالحيامن و عدم قدرتها على الحركة أو حتى موتها.
6. العدوى:
قد يكون سبب تأخر الحمل هو وجود ميكروب يعرف باسم (ميكوبلازما، نوع ت) و هذا الميكروب يتواجد بأعداد قليلة جدا و بالتالي يصعب تواجده و تشخيصه في العينات التي تؤخذ من عنق الرحم لتحليلها.
7. ضعف الحيامن:
ليحدث الحمل لابد من أن تقوم الحيامن باختراق الغلاف الخارجي للبويضة و قد نرى حيامن تبدو طبيعية في كل شيء و لكنها غير قادرة على اختراق هذا الغلاف إما بسبب التغير في نمط الحركة قبل وصول الحيامن إلى البويضات أو بسبب نقص في الإنزيمات المذيبة لجدار البويضة و بالتالي لا يحدث تلقيح للبويضة و من ثم لا يحدث حمل.
8. أسباب نفسية:
الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير جدا على الإنجاب في المرأة و الرجل فجميع الوظائف الخاصة بحدوث الحمل يتحكم فيها المخ و بالتالي فإن الحالة النفسية السيئة أو اضطراب المشاعر قد تؤدي إلى ضعف في قدرة المخ على التحكم في هذه الوظائف و لعل من أهم هذه الأسباب هو مرض الاكتئاب و الذي قد يقلل من فرصة حدوث الحمل بصورة كبيرة.
إضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

البحث
  • تابعونا على
مجلة حوامل النسائيه , موقع حوامل
© 2024 جميع الحقوق محفوظة