|
ارتبطت الاحتجاجات بأذهاننا بالإضراب عن الطعام، أو عن شرب الماء، أو عن الكلام، أو الاضراب عن العمل، وإغلاق المحلات وما شابه، ولكن أن يكون الإضراب عن إقامة علاقات مع الأزواج! فهي الطريقة الجديدة التي ابتكرتها نساء توغو للتعبير عن رفضهن لنظام الحكم هناك.
أما توغو فهي جمهورية بالاسم فقط. حكمت بقبضة من حديد من قبل عائلة غناسينغبي منذ عام 1963م، بعد اغتيال أولمبيو سيلفانوس، الذي يعتبر السبب في استقلال توغو. ومنذ ذلك الحين، والنظام المدعوم من الجيش ضالع في انتهاك الدستور، فقد تم تعيين “فور غناسينغبي” في السلطة من قبل جنرالات الجيش بعد والده، غناسينغبي إياديما، الذي توفي في فبراير 2005م، بعد 38 عاماً في السلطة. في ذلك العام، تمت عملية احتيال انتخابي لتحليل الوضع. وقمعت الاحتجاجات بالمذابح.
لهذا قام تجمع نساء “لننقذ توغو” Let’s Save Togo بدعوة النساء في توغو إلى الإضراب عن العلاقة الزوجية لمدة أسبوع للضغط من أجل استقالة غناسينغبي. ومعروف عن نساء توغو نضالهن من أجل الاستقلال، وقد وجدن في الإضراب عن العلاقة الزوجية وسيلة للتصويت بحرية ضد الدكتاتورية، في سرية في غرفة النوم.
أما السبب في ردة الفعل الأنثوية هذه، فلأن النساء أكثر تأثراً بالفقر في توغو، وعليهن تقع العديد من المسؤوليات، وأن يقمن بإطعام الزوج والأطفال الذين، في المجتمعات المحرومة، يعتمدون على الوالدين للإعالة لفترة طويلة، وخاصة مع البطالة المتفشية وأسعار المواد الغذائية الأساسية.
وقد تم اختيار هذا السلاح بعد استنفاد جميع السبل السلمية، وقد جاءت الدعوة إلى الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية بعد الدعوة إلى الصوم والصلاة، بعد أن أكد رجال الدين أنهم سيتدخلون للبحث عن حل للأزمة السياسية الحالية. وقد أدت مشاركتهم إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين.
وقد وصلت أصداء الإضراب عن العلاقة الزوجية، جميع أنحاء العالم، وأثارت ردوداً لم تكن متوقعة على الإطلاق. وأصبحت كل الصحف من غرينلاند إلى أستراليا واليابان والسنغال، تريد معرفة المزيد عن محنة توغو، وأثار التساؤل التالي: ما الذي جعل المرأة تصل لهذه الدرجة؟