|
الأطفال الذين يعتمدون على الألبان المصنعة في الرضاعة ويتناولون أطعمة صلبة قبل سن 4 أشهر يكتسبون وزناً زائداً خلال العام الأول أكثر من الأطفال الذين يبدأون في تناول الطعام في وقت لاحق، إلا أن عمر تناول الأطفال للأطعمة الصلبة لا يؤثر في نموهم على المدى الطويل.
وفي هذه الدراسة الألمانية، قام الباحثون بتتبع ما يقرب من 700 طفل لمدة عامين، وتبين أن الأطفال الذين
تتراوح أوزانهم بين 6 و7 أرطال ممن رضعوا ألباناً صناعية تناولوا الطعام الصلب بعد الشهر الثالث أو بين الشهر الثالث والرابع أو بين الشهر الرابع والخامس أو بعد الشهر السادس.
وصرّح كاتب الدراسة وباحث التغذية بمستشفى Dr Von Hauner للأطفال بميونيخ الدكتور بيرثولد كولتزكو: “الأمر ليس في مدى سرعة نموهم ولكن في احتمالية إصابتهم بالوزن الزائد”.
والأطفال الذين بدأوا في تناول الطعام عند سن 3 أشهر كانت أوزانهم أقل من أقرانهم إلا أن نموهم قد تحسن خلال 6 أشهر بالمقارنة بالأطفال الذين بدأوا في تناول الطعام عند سن الستة أشهر، وبدأوا في النمو ببطء خلال 3 أشهر، وبمرور عامين لم يكن هناك اختلافات بين مختلف المجموعات من حيث الوزن أو الطول.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يتناولون الطعام مبكراً يتناولون كميات أكبر من السعرات الحرارية أثناء الثمانية أشهر الأولى.
وقالت الباحثة بمستشفى بيتسبرغ للأطفال والتي لم تشارك في الدراسة الدكتورة ليندسي سجاردا: “من بين الأطفال الذين يولدون بأوزان صغيرة وجد الباحثون علاقة بين هذه الأوزان المنخفضة وتناولهم للطعام في سنّ مبكرة”.
وقدمت دراسات سابقة نتائج متناقضة حول علاقة تناول الأطفال للطعام في عمر مبكّر وفرص إصابتهم بالبدانة في مراحل لاحقة من حياتهم.
وزادت بدانة الأطفال في العالم 3 مرات عبر العقود الثلاثة الماضية لتصل إلى 12.5 مليون طفل ومراهق أمريكي، كما تشير تقارير المركز الأمريكي للوقاية من الأمراض عام 2007-2008.
ويتفق كاتب الدراسة كولتزكو مع الرأي الذي يقول إن الأطفال الذين ينمون بشكل أسرع سوف يحتاجون لمزيد من الطعام وربما يكتسبون وزناً زائداً إلا أن ذلك لا يعني أن يعانوا البدانة.
وأوصى كولتزكو بعدم البدء في تقديم الطعام الصلب للأطفال حتى يبدأوا في إظهار اهتمام بهذا الطعام مثل أن يحاولوا التمدد بأجسامهم للوصول لهذا الطعام أو يفتحوا أفواههم عند رؤيتهم آبائهم وهم يتناولون الطعام، إلا أنه حذر من أن بعض الأطفال يحتاجون لمزيد من السعرات الحرارية عن الأطفال الآخرين.
وأضاف: “في مثل هذا العمر يكون هناك نوع من التواصل بين الطفل وأبويه. فهم يرسلون الكثير من الإشارات لآبائهم، ولكن إذا لم يرسل الطفل إشارة تنم عن رغبته في تناول مثل تلك الأطعمة فعلينا ألا نجبره على ذلك وننتظر”.