|
أشار تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية إلى انخفاض كبير في حالات الوفاة من مرض الحصبة في العالم بمقدار يصل إلى ثلاثة أرباع الحالات خلال العقد الأخير،
وكشف أن معظم حالات الوفاة من المرض تقع في الهند وإفريقيا بسبب محدودية تحصين الأطفال من المرض في هذه المناطق.
ويقدر مسؤولو الصحة أعداد الأطفال الذين تم إنقاذ حياتهم من الموت جراء هذا المرض بين عامي 2000 و2010 من خلال حملات التطعيم بـ9.6 مليون. إلا أن هذه الأرقام لا تتسم بدقة كبيرة، إذ إن المنظمة لم تحصل على بيانات مؤكدة إلا من 65 دولة، بينما قدمت 128 دولة تقديرات فقط عن حالات الإصابة بالمرض.
وبالرغم من هذا الإنجاز إلا أنه لا يتلاقى مع الهدف الذي كانت قد حددته لنفسها المنظمة، وهو تقليص حالات الوفاة بالحصبة في العالم بنسبة 90% عام 2010.
وقال خبير مرض الحصبة بمنظمة الصحة العالمية بيتر ستريبل: “هذا يظل إنجازاً عظيماً، إذ إنه لا يمكن إنقاص حالات الوفاة من مرض الحصبة بنسبة 74% إلا بعد بذل جهود كبيرة”، مضيفاً أن حملات التطعيم شملت 85% من أطفال العالم، مما يشكل سابقة في هذا المجال.
ويتساءل مسؤولو الصحة عن إمكانية محو مرض الحصبة من العالم يوماً، ما كما حدث مع مرض الجدري. وقالت نانسي ستيبان الأستاذة في جامعة كولومبيا والتي لم تشارك في الدراسة: “يقلقني تبني خطط لمحو أكثر من مرض في آن واحد”.
وأضافت ستيبان، التي نشرت كتابا عن التخلص من الأمراض حول العالم، أن بعض المشاكل تكمن في صعوبة الحصول على بيانات سليمة ودقيقة تحتم التركيز على تقليل حالات الإصابة بمرض الحصبة إلى أقل معدل ممكن، بدلاً من محاولة القضاء على المرض نهائياً.
وتعد الحصبة واحدة من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في العالم، خاصةُ بين الأطفال، وينتج عنها حمى وسعال وطفح جلدي. ويتسبب هذا المرض بوفاة طفلين بين كل 1000 يصاب بالعدوى. كما يمكن أن يتسبب المرض في الإجهاض أو الولادة المبكرة عند السيدة التي تصاب به أثناء الحمل.
وفي الفترة الأخيرة شهد المرض زيادة ملحوظة في أوروبا، إذ تزايدت أعداد المصابين به ثلاث أضعاف عن معدلات عام 2007، وذلك بسبب استهانة الناس بخطورة المرض وضرورة اللقاح.
كما شهد العام الماضي أسوأ معدل للإصابة بالحصبة في الولايات المتحدة خلال الـ15 عاماً الأخيرة، إذ وصلت حالات الإصابة إلى 222 معظمها جاءت مع زائرين أجانب أو مواطنين أمريكيين أصيبوا بالعدوى بينما كانوا في زيارات خارج البلاد.
وأشار خبراء المنظمة الدولية إلى الزيادة الملحوظة في أعداد الإصابة بمرض الحصبة في قارة إفريقيا خلال العامين الماضيين نتيجة تراجع حملات التطعيم وانخفاض الأموال المخصصة للتطعيمات وللخدمات الصحية بشكل عام.