|
حذر علماء أمريكان من تأثير صبغة الأيوديد التي تستخدم في أشعة القلب على عمل الغدة الدرقية عند بعض الأشخاص، الأمر الذي قد يتسبب في مشاكل كبيرة صحية فيما بعد.
وفي دراسة أجراها بعض الباحثين بمستشفى برمنجهام للسيدات ببوسطن, وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون بعض المشاكل في الغدة الدرقية يكونون قد خضعوا لأشعة مختلفة تستخدم صبغة الأيوديد مرتين أو ثلاث مرات.
ويشير الباحثون إلى أن مثل تلك الأشعة تستخدم كميات من هذه الصبغة تزيد مئات المرات عن الكمية المسموح بها كي يتعرض الإنسان لهذه المادة يومياً وهي 150 ميكروغرام.
وصرح د. ستيفن برونيل من مستشفي برمنجهام ببوسطن بأن “الجرعة الهائلة من هذه المادة تتجاوز أي شيء قد يتعرض له المريض”.
وهناك ما يقرب من 80 مليون جرعة من صبغة الأيوديد يتم استخدامها كل عام في العالم, وهي المادة التي يُعرف بتأثيرها الخطير على الكلي. ولكن حتى الآن لم يقدم دليل صارم على كونها قد تؤذي الغدة الدرقية كذلك، لهذا فإن الأطباء لا يخبرون المرضى بهذا الضرر المحتمل لهذه المادة على الغدة الدرقية.
وقد اعتمدت هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً في جريدة أرشيف الطب الباطني على بيانات ما يقرب من 400 مريض تم عاجهم بهذا المستشفى ممن أصيبوا بكسل أو نشاط وزائد في الغدة الدرقية. وقد تم مقارنة حالة هؤلاء الأشخاص مع مجموعة من 1400 مريض يتمتعون بغدة درقية سليمة الوظيفة.
وبالاعتماد على تحليل عينات الدم تبين للباحثين أن الأشخاص الذين يعانون نشاطاً زائداً في الغدة الدرقية يزيدون مرتين عن المجموعة المقارنة ممن تعرضوا لصبغة الأيوديد أثناء الخضوع لأشعة مقطعية أو إجراءات وضع قسطرة بالقلب.
وعندما ركز الباحثون على المرضى الذين لديهم علامات على الإصابة بمرض الغدة الدرقية أصبحت العلاقة أقوى بل وتضمنت من يعانون كسلاً في الغدة الدرقية.
وقد حذر برونيل من تأثير مرض الغدة الدرقية على إحداث مشاكل صحية تتضمن أمراض القلب وضغط الدم المرتفع وتغير في وزن الجسم بالإضافة لمشاكل جنسية ونفسية.
ويشير الباحث إلى أنه بمرور الوقت تتضاءل مشكلة كسل الغدة الدرقية التي تصحح نفسها وتعمل بكفاءة إلا أن حالات زيادة نشاط الغدة يظل كما هو.
ويؤكد الباحث أن نتائج هذه الدراسة يجب أن تجعل الأطباء أكثر حذراً عند الاستعانة بأشعة توظف هذه الصبغات. إلا أن هذا لا يعني في وجهة نظره عدم الخضوع لمثل تلك الإجراءات التشخيصية خوفاً من الإصابة بأمراض الغدة الدرقية قائلاً إن هذه الأمراض قابلة للعلاج.
ويعلق د. جيفري كلين على هذه الدراسة معرباً عن سعادته إزاءها إلا أنه يرى أنها تظل محدودة “هذه الدراسة تخبرنا فقط بأن بعض المرضى يعانون بعض اضطرابات في الدم بعد التعرض لتلك الأشعة ولكننا لا نعرف على وجه التحديد ماذا يعني ذلك للمرضى”, صرح كلين الذي يرأس بحوث طب الطوارئ بمركز كارولينا الطبي.
وبالاعتماد على خبرته الخاصة يقدر كلين أن هناك ما لا يزيد على شخص من بين كل 1000 مريض يعانون من مشاكل الغدة الدرقية نتيجة تعرضهم لتلك الصبغة.
وفي حين أن هذه الصبغة تحدث أثراً مدمراً على الكلى وتتسبب في عطب كلي شخص من بين كل 10 أشخاص يخضعون لمثل تلك الأشعة التي تستخدم صبغة الأيوديد، أيضاً تعرض المرضى لجرعات من الإشعاع تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
وأضاف: “ما يقلقني بحق هو تعريض السيدات الحوامل لمثل تلك الصبغة فكثيراً ما تخضع السيدة الحامل لأشعة على الصدر للكشف عن جلطات الدم بالرئة، الأمر الذي قد يتسبب في إيذاء الجنين الذي تصل إليه الصبغة من خلال المشيمة”.