(إن من أعظم ما يجب الاستمساك به عند اندلاع نار الفتنة في بيت الزوجية هو أن يطفئ المرء نارها بماء الأناة والحكمة، وإلا فإن النار قد تزداد اشتغالاً فتُهْلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)([1]).
فإذا ما دبت مشكلة داخل البيت، فإن الزوجة العاقلة لا تنفعل ـ ما وسعها ذلك ـ بل تتروى، وتحاول أن تُهدِئ من ثورة زوجها وغضبه، أو أن تؤجل الحديث والعتاب لوقت آخر، حتى تهدأ النفوس، فيكون العتاب عتاب تغافر وحب ومودة.
(2) التماس العذر وحسن الظن بالآخر:
وهذه من أقوى الأسباب المعينة بفضل الله تعالى على حل المشاكل بين الزوجين، فحسن الظن وحمل القول أو العمل على محامل الخير، وقبول العذر، يساعد على استمرار المناخ الطيب بين الزوجين.
إن كلا الزوجين قد عاش في بيئة تختلف عن بيئة الآخر، وترى بأسلوب مغاير الآخر، فاختلفت الطبائع والأذواق والأمزجة، ويستحيل حدوث التوافق الكامل بين الزوجين في خلال أيام أو أسابيع قليلة، لذا ينبغي للزوجين حسن الظن بالآخر، والتماس العذر له، فكم من مشكلة قامت في البيت، بل ربما انتهت بالطلاق بسبب خلو البيت من هذا الخلق الرفيع.
(3) ضبط اللسان:
فما من مشكلة إلا وكان اللسان قائدها، ولو أن كلاً من الزوجين اتقى الله تعالى في لسانه، ما كثرت المشاكل ولا استعظمت ولا وصلت إلى درجة الانفعال بينهما.
إن الزوجة الصالحة لو كان لسانها ينشغل دائمًا بذكر الله تعالى وقول الخير، ما استطاع الشيطان أن يجد له طريقًا، يفسد به العلاقة الزوجية.
إن تذكر المرأة قول الله تعالى: ]مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ [ق:18]، عند كل قول يخرج من لسانها، لهو من أكبر الأسباب المزيلة لسوء العلاقة بين الرجل وزوجته.
(4) حفظ الأسرار:
ينبغي للمرأة الصالحة أن تتعاهد مع زوجها على حفظ أسرار البيت، وعدم الشكوى لغير الله ـ إلا لحاجة ـ وأن يحرصا حرصًا شديدًا على ألا تبيت المشكلة معهما طويلاً.
(5) استشارة أهل الذكر وأهل الاختصاص:
عند استفحال المشاكل، فإن الرأي الصائب يضيع، والتفكير السليم يتوه، فيحتاج الأمر إلى الاستناد إلى رأي الصالحين وأهل الخير من الناس، وكم من مشكلة حُلَّت بذلك، ولكن بشرط الاختيار الصحيح لمن يستشار.
(6) الرضا بالقضاء والقدر:
فقد تبتلى الزوجة برجل غير قادر على الإنجاب، أو سيئ الطبع والمزاج، أو فقير أو غير ذلك، فواجب عليها أن تصبر وترضى، وليكن شعارها دائمًا ]سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً[[الطلاق: 7].